مشتى الحلو | يعمل المخرج السوري محمد عبد العزيز بمزاج السلحفاة! لا ينجز إلا بهدوء، ولو أثار ذلك حنق المنتجين الذين يدعونه للعمل معهم. يدّعي بشكل دائم بأن مشروعه سينمائي حتى في التلفزيون. خلال العملين اللذين أنجزهما أخيراً، أي «ترجمان الأشواق» (لبشار عبّاس) و «صانع الأحلام» (للكاتب نفسه عن رواية هاني نقشبندي)، رفع شعار «السينما في بيتك». فاعتبر البعض أنّ في ذلك مبالغة غير محسوبة. لكنّ المخرج السوري يجرّب أن يكون منفتحاً على كلّ الآراء. التعاطي مع صاحب فيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» يحتاج إلى نفس طويل، بسبب خصوصية منطقه، وانتمائه كلياً لجيل يحمل أفكاراً مختلفة، ورغبته دائماً بصناعة عمل نخبوي مختلف، من دون أن يدير ظهره بشكل أو بآخر لشعبوية التلفزيون، والتنوع الهائل لجمهوره غير المثقّف غالباً، وشغفه بالتجارب الفنيّة البكر. في مشتى الحلو، وفي قاعة الكنيسة تحديداً، التقينا عبد العزيز بعد شبه قطيعة لأسباب نقدية! اختار فريق «مهرجان الدلبة الثقافي» السابع دار العبادة لعرض حوالي 33 فيلماً قصيراً لمخرجين شباب ضمن تظاهرة سينما الأفلام الشبابية القصيرة، وكان عبد العزيز إلى جانب محمد ملص وجيانا عيد ضمن لجنة تحكيم. فدرا الحوار السريع التالي:
1- بداية حدّثنا عن مشاركتك في مهرجان «الدلبة»، خصوصاً أنّه ملتقى عفوي يحمل روح الطبيعة البكر التي تحيط فيه؟
أتينا إلى المهرجان بدافع المحبّة ورغبة في تقديم الدعم له. أنا هنا كعضو لجنة تحكيم لمسابقة الأفلام الشبابية إلى جانب المخرج محمد ملص والممثلة جيانا عيد، وبصراحة يعنيني كمواطن سوري هذا النشاط المدني الذي تستضيفه مدينة مشتى الحلو الوادعة على طبيعة ساحرة، ولعلّ المدهش في ما يحدث ضمن هذه التظاهرة الثقافية أنّه بجهد تطوعي من قبل الأهالي والشباب بمعنى أنه قائم على جوهر صادق ونقي للحد الأقصى.

2- كيّف تقيّم مستوى الأفلام الشبابية المشاركة في التظاهرة؟
ج- الحقيقة هي أفلام هواة، لم أجد تجربة تستحقّ أن نتوقف عندها، ولدي الكثير من الملاحظات عليها، لكن نضع بعين الاعتبار أنّها تصنع بظروف صعبة وأنها عين ترصد ما يحدث!

3- إذا طُلب منك اليوم تقديم أي دعم لهذا المهرجان التطوعي، ماذا يمكن أن تقدّم؟ هل من ممكن أن تصنع فيلماً عنه؟
عندما تقوم بلدة معينة بنشاط ما بمنطق تطوّعي خالص من قبل الأهالي، فإننا أمام مسؤولية واضحة تطلّب منّا الدعم بالطرق والأساليب كافة لإنجاحها. بالتأكيد لديّ الاستعداد المطلق لأبذل أي جهد في دعم هذا الملتقى. لكن لا أعرف إن كان إنتاج فيلم عن المهرجان والمدينة سيكون كافياً لهما. عموماً خصوصية المكان والفعالية تكمن في بساطتها. ربما علينا أن نتماهى مع هذه الروح في كل ما نفكر فيه تجاه المهرجان!

4- تداول عدد من الصحافيين خبراً عن إعادة مونتاج الحلقات الأولى من مسلسل «صانع الأحلام» بسبب عدم رضا المنتج والمحطة عنها. ماذا يمكن أن نوضّح بهذا الخصوص؟
لا. في الحقيقة لم يطرأ أي تعديل إلا على الحلقة الأولى، وتم حذف جزء من مشهد ماستر مدّته حوالي عشرين ثانية في افتتاح الحلقة. وتم الحذف من دون الرجوع إلى إدارة المحطّة، الأمر الذي أثار غضبي. وفي ما بعد، تجاوبت معي الإدارة من دون أن تحذف أي شيء مما تم إنجازه والاتفاق على ظهوره!

5- رفعت شعار «السينما في بيتك» من خلال العملين اللذين قدمتهما أخيراً. كيف يمكن للتلفزيون أن يقارب السينما؟
لدي تجربتين في التلفزيون، تقصدتُ فيهما إضافة الصيغة السينمائية بمنطق الصورة. وأريد البوح هنا أنّه في مسلسل «ترجمان الأشواق» تداخلت الأيدي بين قص وإضافة، لذا احتوى العمل الكثير من المشاكل. بصراحة، لست راضياً عن التجربة. كانت هناك مجموعة معطيات وظروف لست مسؤولاً عنها، لكنني أتحمّل القسم الأكبر من المسؤولية واعتبره عملاً دون الوسط، لأنني لم أكن على دراية كافية باللغة التلفزيونية. وعندما عُرض المسلسل فوجئت بالكم الهائل من المشاكل.