عبد الله إبراهيم: احذروا غُشماء السرد!

  • 0
  • ض
  • ض
عبد الله إبراهيم: احذروا غُشماء السرد!
1

يسعى الناقد العراقي عبد الله إبراهيم منذ سنواتٍ طويلة لتأصيل وتوطين السرد العربي نقدياً، والإحاطة بتمثلّاته في المدوّنة الروائية بعناوين لافتة مثل «السرد والهوية والاعتراف»، و«التخيّل التاريخي»، و«موسوعة السرد العربي». كتابه الجديد «أعراف الكتابة السردية» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت) إضافة نوعية في اشتغالاته على المطبخ الروائي لجهة تنوّع التجارب والتقنيات في الكتابة السردية القائمة على الكتابة والمحو، إذ لا أعراف ثابتة «فما إن تستقر نُظم السرد على حال إلا وتنحسر أمام أخرى، يدفع بها السرد كالأمواج الهادرة» يقول. في هذا المقام يستحضر خبرات روائيين عالميين مثل خوسيه ساراماغو، وغابرييل غارسيا، وامبرتو إيكو، وأورهان باموق، وكافكا، ونجيب محفوظ، في ابتكار طرائق جديدة في السرد، تنهض على الهدم والبناء، وفقاً لأقواس السرد المفتوحة على حقولٍ وأجناس أخرى، فيما لم ينتبه معظم الروائيين العرب إلى «قوة السرد الجبارة، ولم يأبهوا بصنعته، فكتب أغلبهم أعمالاً مترهلة، ومفككة، غلب عليها الإنشاء السطحي، والوصف الساكن، والحكايات الرتيبة والشخصيات النمطية، والعواطف السيالة، والنهايات المفتعلة» نظراً إلى غياب الوظيفة التمثيلية للسرد وأعراف الصنعة الروائية. كما يحذّر من استنساخ التجارب السردية الكبرى لدى شيوخ الصنعة، ما يؤدي إلى تخريب تجربة الكتابة نفسها بوصفها ضرباً من الانتحال. ويشتمل الكتاب على عناوين أساسية مثل «الأرشيف السردي»، و«الفصاحة السردية الجديدة» و«طقوس الكتابة السردية»، و«لزوم التحذير من غُشماء السرد»، موضحاً بأن مصطلح «غُشماء السرد» يعني «أولئك الجاهلين بأمور الكتابة السردية من وظيفة، وطريقة، وغاية، وأسلوب، والذين يأتون الكتابة بلا دراية، ولا ذوق، ولا خبرة، ويعارضون الفطنة، ويسفهّون رفعة القول الأدبي، ويحطّون من قيمته، ويطلقون الأحكام الخاطئة، وشريعتهم في كل ذلك الجهل، والاختيال، والغطرسة»

0 تعليق

التعليقات