في مناسبة مغادرة المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في إيران في لبنان محمد مهدي شريعتمدار لبنان، أقام «مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي»، وبالتعاون مع «منتدى الحوار الثقافي»، لقاءً تكريمياً وحوارياً تحت عنوان «تحديات العمل الثقافي في الواقع المعاصر» بحضور حشد من الشخصيات السياسية والفكرية والدينية والتربوية والإعلامية والأكاديمية.قدّم اللقاء وأداره الصحافي قاسم قصير الذي أشاد بتجربة شريعتمدار من خلال حرصه على التواصل مع جميع الهيئات الثقافية والفكرية في مختلف المناطق اللبنانية وتعزيزه للعلاقات اللبنانية ــ الإيرانية الثقافية والأكاديمية واستعداده للحوار والنقاش حول مختلف الموضوعات والقضايا الفكرية التي يواجهها الواقع العربي والإسلامي اليوم.
من ناحيته، أثنى شريعتمدار على تجربة العمل في لبنان رغم الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي رافقت سنوات مهمّته، وعرض أبرز المنجزات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية على صعيد تعزيز العلاقات الثقافية والتربوية والأكاديمية بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن ثم أشار إلى أبرز التحديات التي تواجه العمل الثقافي اليوم ومنها:
الموروثات الثقافية والإشكاليات المذهبية والسياسية والأمنية التي تقف عائقاً في كثير من الأحيان أمام إقامة النشاطات الثقافية الحوارية، بالإضافة إلى الصور النمطية المسبقة التي تولد في أذهان بعض المجموعات والجماعات وتؤدي إلى عدم الاستعداد للاستماع إلى وجهة النظر الأخرى وعدم الرغبة في الحوار والبحث عن الحقيقة.
وهناك أيضاً الآليات الإدارية والبروتوكولات الدبلوماسية التي تقيّد الدبلوماسي في مجال عمله الثقافي، مضافاً إلى بعض التعقيدات الإدارية الحكومية التي تؤخّر تنفيذ بعض الاتفاقيات والمعاهدات وتعيق عقدها في بعض الحالات، إلى جانب إشكالية العلاقة بين المجال الثقافي والمجال السياسي وكيف يمكن تجاوز هذه الإشكالية بما يعطي للعمل الثقافي مساحة واسعة من الحرية والإبداع والمساهمة في تطوير الواقع نحو الأفضل. وخامساً، لفت شريعتمدار إلى التطور العلمي والتكنولوجي وكيفية مواكبة هذا التطور والافادة منه لخدمة العمل الثقافي، رغم أن هذا التطور قد انعكس سلباً أحياناً على الاهتمام بالقراءة والحوار الثقافي الجاد، وهذا يستلزم رؤية جديدة لمواكبة هذه التطورات التكنولوجية.
وبعد ذلك، جرى حوار مطوّل بين المستشار الثقافي الإيراني والحضور ومن ضمنه وفد ديني وثقافي قادم من طرابلس والشمال وجرى استعراض اهم التحديات التي تواجه العمل الثقافي وخصوصا بعض الاجواء المذهبية والتحريضية، وكيفية تجاوز هذه الاشكاليات.