في 19 آذار (مارس) 2014، أدّت «أوركسترا الشبيبة الأرمنية» بقيادة الإيطالي جيانلوقا مرتشيانو السمفونية التاسعة (الأخيرة) لبيتهوفن ضمن «مهرجان البستان». في 1 كانون الأول (ديسمبر) 2017 أدّتها «الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية» بقيادة التونسي ــ الفرنسي فيصل قروي في افتتاح مهرجان «بيروت ترنّم». الليلة، يقودها لبنان بعلبكي أيضاً على رأس الأوركسترا الوطنية. ثلاث قراءات لعمل سمفوني/كورالي ضخم من الريبرتوار الكلاسيكي الغربي، في لبنان، خلال خمس سنوات تقريباً. هذا جيّد، بصرف النظر عن منسوب الكراهية عندنا وفي العالم العربي والعالم، أمس واليوم وغداً، أي تماماً بعكس الدعوة إلى التآخي التي يبشِّر بها بيتهوفن من خلال قصيدة (أو نشيد) الفرح للأديب الألماني الكبير فريدريش شيلر.
الليلة، إذاً، تستضيف «كنيسة القديس يوسف» أحد أهم الأعمال في فئته، في أمسية محجوزة بالكامل له. فالسمفونية التاسعة لبيتهوفن تتألف من أربع حركات (يتخلل النصف الثاني من الحركة الأخيرة إنشاد منفرد وللجوقة، وهو أول نموذج من نوعه في تاريخ الكتابة السمفونية) وتراوح مدّة تنفيذها بين 60 و75 دقيقة تقريباً (باختلاف سرعات الإيقاع المعتمدة من المايسترو). إلى جانب الأوركسترا الوطنية وبعلبكي، تشارك في الأمسية «جوقة جامعة سيدة اللويزة» بإشراف الأب خليل رحمة والمغنون المنفردون ماري جوزيه مطر، أكسيل سان سيرال، بشارة مفرّج وشادي طربيه.
إذا أردتم «لقاء» هذا العمل للمرة الأولى، فهذه الأمسية تشكل فرصة ممتازة. إذا كنتم تعرفونه من خلال نسخة مسجّلة، فلا بد من هذه التجربة الحية، أقلّه مرة في العمر. أما إذا أردتم الخوص في سيرة هذه الصفحات الخالدة عبر التاريخ، فلا تفوّتوا مشاهدة الوثائقي الرهيب الذي أنجزه الفرنسي بيار هنزي سالفاتي قبل سنوات بعنوان «التاسعة».

*السمفونية التاسعة لبيتهوفن بقيادة لبنان بعلبكي: اليوم ــ الساعة الثامنة مساءً ــ «كنيسة القديس يوسف» (الأشرفية ــ مونو). الدعوة عامة.