مجلة «براءات»: عن «الله والشعر»

  • 0
  • ض
  • ض
مجلة «براءات»: عن «الله والشعر»

ما الذي تراهن عليه مجلة تعنى بالشعر اليوم؟ لسنا في زمن مجلتي «شعر»، و«الآداب» كي نعيد السجال إلى أوجه بين التيارات المتصارعة. مات السيّاب والبياتي ومحمود درويش، وأنسي الحاج، ويوسف الخال، ومحمد الماغوط. انتصرت قصيدة النثر بالنقاط، واندحر شعراء العمود والتفعيلة، وهناك من يراهن على شعر «الهايكو» كمقترح آخر، من دون نجاح يُذكر. في هذا التوقيت، أصدرت مجلة «براءات» عددها الأول، وسط عواصف لا شعرية، عدا لهاث شعراء الفايسبوك. مجلة فصلية تراهن على استعادة مجذاف الشعر للإبحار مجدّداً. ليس من بيروت أو بغداد أو دمشق، إنما من ميلانو، في هجرة معاكسة. رهان خالد الناصري صاحب «دار المتوسط» وصحبه من الشعراء يبدو مجنوناً وخاسراً، لكنه في المقابل، محاولة لإيقاظ البراكين الخامدة للشعر العربي، وصدمة كهربائية في الجسد المحتضر لإنقاذ «ديوان العرب» من غيبوبته الطويلة، وكذلك محاولة لغربلة هذا الرتل الطويل من الشعراء الافتراضيين نحو فهرسة جديدة للشعر. أراد هؤلاء الشعراء والنقّاد أن يفتتحوا العدد الأول بصدمة، فاختاروا ملفاً إشكالياً تحت عنوان «الشعر والله» بمشاركة نحو 50 شاعراً، بالإضافة إلى عناوين موازية تعمل على «الإقامة خارج المركز والهامش»، فيما يشير رئيس تحرير المجلة العراقي أحمد عبد الحسين إلى أنه ينبغي النظر إلى «البراءة بوصفها رفضاً»، ويضيف: «على الدوام كان يولد جيلٌ شِعْرِيّ معبَّأ تلقائياً بالرفض، وبأسئلة مقلقة، تنتظر إمكانية إجاباتها في فعلٍ، يُباشره الناس، وكان هذا الرفض ذو الجوهر الشِّعْرِيّ يفعل فعلَهُ الخفيّ عميقاً للوصول إلى لحظة الرفض الشّعبيّ المقبلة». في العدد نقرأ نصين جديدين للشاعر الأردني أمجد ناصر بعنوان «مملكة آدم»، وللشاعر العراقي زاهر الجيزان بعنوان «إله الحب»، بالإضافة إلى ترجمات شعرية ونقدية.

0 تعليق

التعليقات