لؤي كيالي يعود من حريقه

  • 0
  • ض
  • ض
لؤي كيالي يعود من حريقه

احتفاء محرّك البحث غوغل بالذكرى الخامسة والثمانين لولادة التشكيلي السوري لؤي كيالي (1934 ــ 1978) أعاد سيرته المعذّبة إلى الواجهة، نظراً للمكابدات التي رافقت حياته القصيرة. إذ انتهى (منتحراً) في بيته في حلب. السيجارة التي كانت مشتعلة بين أصابعه في تلك الليلة الشتائية، وأدت إلى احتراقه كانت نوعاً عبثياً لنهايته المفجعة، بعد خيبات متتالية قادته أكثر من مرّة إلى المصحّة النفسية. فقد صُدم بآراء النقّاد العنيفة في تلقّي أعمال معرضه «في سبيل القضية» إثر هزيمة حزيران 67، ما جعله يقرّر إحراق بعض أعماله المرسومة بالفحم. لكن بصمة لؤي كيالي ستبقى حاضرة إلى اليوم في لوحاته التي لجأت إلى توثيق حياة البسطاء في شوارع حلب: ماسح الأحذية، بائع الصحف، النساء القرويات، كما سيخصّص معرضاً لصيادي السمك والمراكب على شاطئ البحر في طرطوس. اليوم يصعب إهمال اسمه بين روّاد المحترف السوري، أو إنكار تأثر الأجيال اللاحقة بأسلوبه. الرسّام الذي تتقاطع حياته وألوانه مع فان غوغ مات فقيراً، وستباع لاحقاً إحدى لوحاته بـ100 ألف دولار أميركي. كانت الطائرة العمودية التي حاولت إسعافه من «مستشفى حلب الجامعي» إلى «مستشفى حرستا» في دمشق هي آخر مشهد فجائعي للتشكيلي الراحل، إذ مات بعد أيام فقط من تلك الرحلة.

0 تعليق

التعليقات