مذ تلقف هيئة التراث الإنكليزيّ مسؤولية اختيار الأسماء المخول نقشها على «اللوحات الزرقاء» المنتشرة في شوارع «لندن الكبرى» عام 1986، وذلك امتياز لا يظفر به إلا من أحزروا تفوقاً وبراعة استثنائييْن في مجالاتهم المهنية والأكاديمية، لم تحظ إلا نسبة قليلة من النساء المتميزات (تضاهي الـ 14% من أصل 900 لوحة) بحظ الحيازة على التكريم الشرفيّ كسائر الذكور الرائدين في عصرهم. فداحة المسألة دفعت بالمؤسسة المعنية بالمبادرة السنوية إلى مناشدة الجمهور على المساهمة في تقليص الفارق الجندريّ المهول، بالتزامن مع حلول ذكرى منح المرأة الإنكليزية حق التصويت والاقتراع العائد إلى عام 1918.وإذ أن عملية الانتقاء قائمة بشكل أولي على آراء الجماهير وترشيحاتهم، فإن مديرة الهيئة المرموقة آنا إيفيس أشارت مراراً لصحيفة «غارديان» البريطانية إلى «ضرورة حث الناس على ترشيح نساء بشكل مكثف من أجل ضمان حصول نسبة أكبر منهن على فرصة التكريم»، مؤكدة أنه رغم «مساعي المؤسسة المكثفة في تسليط الضوء على نسبة أعلى من النساء، إلا أن العدد لا يزال أقل من اللازم».
وعلى الرغم من رغبة القائمين على استدراك الضعف الذي يشهده الوجود النسائيّ في نطاقات العلم والرياضة والفنون الجميلة، إلا أن ذلك بالطبع لن يتنافى مع سياسات اللجنة الإختيارية الدقيقة والمعهودة، خصوصاً أن 12 فرداً فقط من أصل 80 ترشيحاً يتمكنون من اجتياز المنافسة والحصول على لوحة تذكارية، عدا «تعامل الأعضاء الجدي مع مسألة اختيار هؤلاء الذين ساهموا بشكل فاعل وهادف في المجتمع» بحسب ما جاء على لسان إيفيس.
يُذكر أن لائحة النساء اللواتي دُمغت أسماؤهنّ على القطع الاحتفائية الرمزية تضم عالمة الفيزياء الحيوية روزاليند فرانكلين (1920_1958) التي لعبت دوراً أساسياً في عمليات اكتشاف الـDNA وتراكيب الفيروسات والفحم والغرافيت، إضافةً إلى نانسي أستور (1879_1964، الصورة) التي تُعدّ أول امرأة دخلت البرلمان البريطانيّ كعضو فيه، والمكستشفة غيرترود بيل (1868_1926) والكاتبة المتخصصة في فنون الطهي إليزابيث ديفيد (1913_1992) كما كثيرات غيرهن.