لا يبدو أنّ لعنة حظر الأفلام محصورة بلبنان، بل إنّ روّاد السينما والثقافة في الجزائر مستاؤون من المسألة نفسها. قرارات المنع المتتالية منذ أيلول (سبتمبر) شملت شرائط على شاكلة وثائقي «شظايا الأحلام» للمخرجة بهية بن شيخ لفقون الذي حجبه عن «اللقاءات السينمائية في بيجايا» (RCB) بسبب احتماله على آراء نشطاء سياسيين فاعلين منذ عام 2011 كانت قد صدرت في حقهم أحكام قضائية. وهناك أيضاً فيلم Vote Off(عام 2017) للسينمائيّ فيصل حموم الذي يتطرّق إلى مجريات الانتخابات الرئاسية في عام 2014، وشُجب بسبب «مساسه برموز الدولة وسيادتها»، بالإضافة إلى فيلم «بن مهيدي» (إخراج بشير درايس) المتعلق بتحرير الجزائر وتعرقل عرضه أخيراً بسبب «خلل في «عرضه للجوانب التاريخية». هذه الحالات وغيرها، دفعت 13 مخرجاً وثلاثة منتجين جزائريين (منهم بهية بن شيخ، وعبد الكريم بهلول، وكريم موسوي...) إلى التوقيع على عريضة مشتركة، الإثنين الماضي اعتراضاً على «التضييق من حريات التعبير من قبل السلطات المحلية». في الوثيقة التي نشرتها صحيفة «الوطن» الجزائرية، أكد الموقّعون أنّ خطوات الحظر المتكرّرة «تذكّر بالحواجز المحيطة بحرية التعبير في بلادنا»، موضحين أنّها «تحرم الجمهور الجزائي من فرصة مشاهدة أعمال تعكس صورته... صورة حاضره وماضيه، ضمن مقاربات نقدية ومتعدّدة، مغذيةً السجال الديمقراطيّ في الوطن».
وفي حديث له مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أبدى وزير الثقافة الجزائري عزّ الدين ميهوبي رأيه بهذه الخطوة، قائلاً إنّها «تدخل في حيوية المشهد الثقافي الجزائريّ»، موضحاً أنّه «يحترم» الموقعين لأنّهم «يسعون إلى توفير البيئة الصحية لإنتاج ثقافي مستديم وهذا هو الذي نعمل لأجله».