في الوقت الذي يبدي فيه حكّام دول الخليج تقارباً علنياً ومفضوحاً مع الكيان الإسرائيلي، بحجة مواجهة الخطر الإيراني، تعمل الفعاليات الشعبية على تسجيل موقفها الرافض للاستسلام لثقافة التطبيع بمختلف أشكاله. انطلقت في الدوحة في 15 نيسان (أبريل) الحالي فعاليات «أرض وكرامة: أسبوع لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد»، من تنظيم «شباب قطر ضدّ التطبيع»، وجامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، في الحي الثقافي «كتارا»، حيث ستختتم غداً الخميس.
الفعاليات التي رفعت شعار «مائة عام من الاستعمار. مائة عام من المقاومة»، تتضمن محاضرة للمؤرخ سلمان أبو ستة، حملت عنوان «إرث بلفور: أطول احتلال ضد شعب أعزل في التاريخ» (اليوم الأربعاء)، إضافة إلى معرض صور لمحمد بدارنة بعنوان «ألعاب غير معترف بها»، يقدم خلاله المدرّس جلسة نقاش عن النقب الفلسطيني المحتل و«عن الأطفال الذين يرجعون من المدرسة (ولا يجدون) بيوتهم»، إضافة إلى محاضرة بعنوان «عن نكبتنا وقيام إسرائيل قبل قيامها» للباحث فادي عاصلة، ومناظرات طلابية في «جامعة قطر» للتأكيد أن «لا مبرر للتطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني». كما تتضمن الفعاليات عرضاً مسرحياً بعنوان «سأموت في المنفى» للفنان الفلسطيني غنّام غنّام، وعرضاً لفيلم «لقاء مع أرض مفقودة» للمخرجة ماريز غرغور، فضلاً عن مختارات من الموسيقى والمواويل التراثية الفلسطينية مع المغنية أمل كعوش.




من جانبه، علّق سامي هيرميز، خلال محاضرة في «جامعة حمد بن خليفة» على تهافت الدول الخليجية للتطبيع مع العدو الصهيوني، بالقول: «إسرائيل تعمل جاهدةً على استراتيجية التطبيع في الدول العربية كي لتقول للعالم: لا يمكنكم ان تكونوا عرباً أكثر من العرب»، مشيراً إلى أن «اسرائيل تقوم حالياً بصرف مبلغ هائل للدفاع عن صورتها في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة يصل إلى ٦٠ مليون دولار». دلالة على ذلك، يضيف هرمز: «حين نشرت «الإسكوا» أخيراً تقريراً يؤكد أنّ إسرائيل تطبق نظام الأبرتهايد، ضغطت الولايات المتحدة عليها لسحبه».
وعلى الصعيد الدولي، يتواصل أسبوع «مناهضة نظام الأبرتهايد والتمييز العنصري الإسرائيلي» في أكثر من 200 مدينة حول العالم، وقد بدأ الشهر الماضي، على أن يستمر خلال الشهر الحالي، وسط تصاعد حملات مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.