تفتح نقابة المهندسين في طرابلس والشّمال صناديق الاقتراع يوم غد لانتخاب 4 أعضاء في مجلس النقابة بدلاً من الذين انتهت فترة ولايتهم، وسط أزمات تعانيها النّقابة والمنتسبون إليها، وفي ظل تساؤلات عن النسبة المئوية المتوقعة لعدد المقترعين في انتخابات فرعية ضمن نقابة تضمّ ما يناهز الـ 15 ألف مهندس مسجلين على لوائح الشّطب.ورجّحت مصادر متابعة للانتخابات أن لا يكون الإقبال من قبل المهندسين على الاقتراع مرتفعاً لأربعة أسباب: الأوّل عدم حماسة أغلبية وازنة منهم، وخصوصاً المقيمين منهم في أماكن بعيدة، لتكبّد تكلفة الانتقال من أماكن سكنهم إلى مقرّ النقابة نتيجة الارتفاع الكبير في سعر صفيحة البنزين؛ والثاني عدم وجود تنافس بين القوى السياسية بعدما تحالفت في ما بينها في لائحة واحدة في مواجهة لائحة من المرشّحين المستقلين؛ والسبب الثالث شهر رمضان الذي سيفضّل فيه مهندسون كثر عدم تكبّد عناء الانتقال مسافات بعيدة؛ أمّا الرّابع فهو سفر عدد كبير من المهندسين في السنوات الأخيرة إلى الخارج، ما جعل مراقبين داخل النقابة يتوقعون أن لا يزيد عدد المهندسين المقترعين على 1500 ــــ 2000 على أبعد تقدير.
وبعدما أُقفِل باب الترشّح على 8 مرشّحين، تشكلت لائحتان: الأولى لائحة مدعومة من القوى السياسية وتضمّ: خضر حسين (تيّار المستقبل ونائب النقيب الحالي)، نقولا سليمان (القوّات اللبنانية وأمين السر الحالي)، مصطفى فخر الدين (مدعوم من تجمع الإصلاح والجماعة الإسلامية) وجوزاف عبد الله (تيار المردة)، وهي تلقى دعماً من تيّارات سياسية أخرى ليس لديها مرشحون مثل تيّار العزم. وفسّرت أوساط مطّلعة تحالف القوى السّياسية ضمن لائحة واحدة بأنّها «خطوة تسبق انتخاب نقيب جديد للنقابة في العام المقبل خلفاً للنقيب الحالي بهاء حرب».
يطالب المرشحون باسترداد أموال النقابة والمهندسين المحتجزة لدى المصارف


أمّا اللائحة الثانية فتضمّ: وسيم الحولي، سهير ليلى، إيلي عوض وربيع عبّود، وعلى الرغم من أنّ المنضوين فيها يرفعون لواء الاستقلالية، ويسعون إلى جذب أصوات عدد من المهندسين الجدد، فإنّ مصادر مطّلعة داخل النقابة أوضحت لـ«الأخبار» أنّ قوى سياسية منافسة للائحة السّابقة، والقوى التي تنتمي إلى حَراك 17 تشرين والمجتمع المدني، تدعمهم من تحت الطاولة، أملاً بأن يسجلوا خرقاً ما. وكشفت المصادر أنّ الحولي مدعوم من قاعدة لا يستهان بها من مهندسي «تيّار المستقبل»، بينما يلقى عوض دعماً غير مباشر من رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، فيما يُعوّل عبّود على دعم «التيّار الوطني الحرّ» له.
وقد تركت الأزمة الاقتصادية والمالية بصماتها على خطابات المرشحين وبرامجهم، إذ كان شعار استرداد أموال النقابة والمهندسين المحتجزة لدى المصارف أبرزها، إضافة إلى رفع شعار تحسين شروط التأمين مع شركات الاستشفاء، بعدما تقرر أخيراً دفع بدل بوليصة التأمين بالدولار النقدي، وتراوح بدل التأمين عن كلّ مهندس منتسب، حسب جدول الأعمار، ما بين 400 دولار إلى 3 آلاف دولار نقداً، ما أثار سخطاً واسعاً في أوساط المهندسين.