فيما ينتظر الأساتذة من دولتهم حقوقاً وليس صدقات، بات شائعاً منذ بداية الأزمة أن يتلقّى مديرو المدارس والثانويات الرسمية في بعض المناطق اتصالات من جمعيّات محليّة تطلب تزويدها بأرقام أساتذة لتقديم مساعدات مادية أو عينيّة إليهم، من دون أن يمرّ ذلك بالقنوات الرسمية، أي عبر وزارة التربية. وتقول مصادر المديرين إن المساعدات تطاول الأساتذة بصورة خاصة في القرى وليس في المدن الكبرى. وتأخذ هذه المساعدات أشكالاً عدة، وغالباً ما يدعم «المتموّلون» أو الأحزاب «جماعتهم»، فالحزب التقدمي الاشتراكي مثلاً قد يساهم في دفع جزء من الفاتورة الاستشفائية لأساتذته في مستشفى عين وزين، وتدأب الجماعة الإسلامية في الشمال على تقديم حصص غذائية بشكل منتظم أو لحوم مستوردة من الكويت أو تركيا، للمنتسبين إليها أو المقرّبين منها من الأساتذة على غرار بقية المواطنين. ويقدّم أحد المتموّلين في منطقة الكفير ـ حاصبيا مساعدات مادية للمعلمين في قريته، ويدعم متموّل آخر في كفرشوبا الجسم التعليمي في بلدته.ورغم الضجة التي أثارها إعلان جمعية «حلوة يا بلدي»، في كانون الثاني الماضي، عن نية الجمعية تقديم مساعدة غذائية بقيمة مليون ليرة للأستاذ المتعاقد في منطقة البقاع، لجهة رفض ما سُمّي يومها بـ«الشحادة المذلّة» وبالتالي توقيف المساعدة، ينفي معلمون في البقاع اليوم أن يكون أيّ من الأحزاب والجمعيات قد التفت إليهم أو قدّم أي نوع من المعونات أو المكرمات على غرار ما تقدّمه الأحزاب نفسها في الجنوب.