عاد التصعيد السياسي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ما أدّى إلى تضاؤل التفاؤل بتشكيل الحكومة، ودفع حزب الله إلى الدخول مجدداً على خط الوساطة. وإلى جانب شروط لوّح بها رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، لم يعد طرح تعديل الوجوه الوزارية محصوراً بوزيرين أو ثلاثة أو أربعة. فباستثناء حزب الله، صارَ لدى غالبية القوى المشاركة في الحكومة ميل إلى تغيير وزرائها، وفي مقدمهم باسيل الذي يتحدث عن تغيير 5 وزراء مع الإبقاء على وزير الطاقة وليد فياض، على أن يطاول التعديل وزراء الخارجية والعدل والدفاع والشؤون الاجتماعية والسياحة والتنمية الإدارية. وعلمت «الأخبار» أن باسيل استدعى أخيراً عدداً من هؤلاء الوزراء ووبّخهم لعدم صلابتهم ولم يمثلوا التيار والرئيس عون كما يجب، بل إن من بينهم من هو مقرب من ميقاتي. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر معنية بالتشكيل أن باسيل يطرح أيضاً المقايضة بينَ وزارتي الاقتصاد والصناعة بتسليم الوزير جورج بوشكيان وزارة الاقتصاد، ولفتت إلى أن «عون كان يرغب في تسمية النائب السابق أمل بو زيد للخارجية لكن الأمر ليس وارداً، كما طرح اسم مسؤول العلاقات الدولية في التيار الوطني الحر الدكتور طارق صادق لهذا الموقع». وقالت أوساط معنية بالتشكيل أن «ميقاتي رفض مطالب باسيل، وفي مقدمها توزير النائب السابق إدي المعلوف كونه لم ينجح في الانتخابات الأخيرة، كما يعترض على فكرة أن يطاول التعديل الوزاري هذا العدد»، معتبراً أن طرح فكرة المقايضة ستفتح باباً للعقبات يصعب إقفاله.كذلك تبلغ الرئيس ميقاتي من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قراراً برفض المشاركة في الحكومة وأنه يريد سحب الوزير عباس الحلبي، وطلب من ميقاتي اختيار وزيرين درزيين لا يشكلان استفزازاً لأحد في الطائفة الدرزية.
وفيما بدأ حزب الله ليل أمس مسعى جديداً لحلّ العقد التي طرأت، كشفت مصادر سياسية أن «السفير نواف سلام الذي وصلَ إلى بيروت منذ أيام، يجري بعيداً من الإعلام لقاءات سياسية مع عدد من القوى»، من بينها جنبلاط، وطلب عبر الوزير السابق ملحم رياشي موعداً من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وأشارت المصادر إلى أن «سلام يتحدث باعتباره مرشحاً طبيعياً لتشكيل الحكومة في العهد الجديد، وينطلق من هذه الفكرة للنقاش في اسم الرئيس الجديد للجمهورية باعتبار أنه سيكون شريكاً له». بينما «لم يعرف بعد ما إذ كانَ التعامل معه جدياً، فلا جنبلاط متحمس له ولا يبدو أن جعجع غير موقفه الرافض لتسميته».