كشف التقرير النهائي للطبيب الشرعي غالب صالح أن الموقوف السوري بشار عبد السعود الذي توفي أثناء اعتقاله لدى جهاز أمن الدولة، نهاية الشهر الماضي، قضى بسبب «آلام شديدة ومعاناة أصابته جراء تعرضه للعنف والضرب المبرّح، ما أدى إلى توقّف في عمل القلب والدورة الدموية». وأشار صالح الذي عاين جثة الموقوف، في تقريره، إلى «وجود ازرقاق واحمرار وتورم تكدّمي شديد في الرأس وأنحاء مختلفة من الجسد»، و«حروق في عدة أنحاء من الجسد وعلامات تدلّ على استعمال سوط أو سلك كهربائي على الأطراف العليا والظهر والصدر والبطن والأطراف السفلى من جميع نواحيها حتى القدمين». كما أشار إلى وجود «علامات تكدّم وتورّم في الخصيتين».بالتزامن مع صدور تقرير الطبيب الشرعي، علمت «الأخبار» أن رئيس مكتب بنت جبيل في أمن الدولة الموقوف مع عناصره خضعوا للاستجواب لمعرفة الملابسات التي أدت إلى وفاة عبد السعود. وبحسب المعلومات، فقد أدلى الموقوفون بأنّ أحد الرتباء تولى تعذيب الموقوف في حضور الضابط الذي لم يُحرك ساكناً. وعندما سُئل الأخير عن سبب عدم تدخّله لوقف التعذيب، لم يُقدم جواباً منطقياً. وقال مصدر في قيادة أمن الدولة إنّ المديرية في صدد عرض الموقوفين على طبيب نفسي لمعرفة الأسباب التي دفعت أحدهم إلى تعذيب شخص حتى الموت.