وما عزّز وقوف «جماعة الأمين العام» خلف الحملة، خطأ تقني وقع فيه أحد أقرب مساعدي أحمد الحريري، سامر الترك، عندما مرّر الرسالة من رقم هاتف خليوي يستخدمه في بعض مجموعات الـ«واتساب».
الرسالة تستبطن، بحسب أوساط في تيار «المستقبل»، نقداً واضحاً لهاشمية الذي يتهمه خصومه بدعم خيارات تُحسب على تيار «المستقبل»، ودفع «جماعته» للمشاركة في الانتخابات في خرق للمقاطعة التي أعلنها الرئيس سعد الحريري، تحت شعار «ضمان الحفاظ على حصة التيار النيابية». علماً أن الأمين العام نفسه، بحسب شواهد كثيرة، شارك بفعالية، وفي أكثر من منطقة، في دعم مرشحين وسخّر لهم ماكينات التيار.
الحريري لا يرغب في أن يزاول أي من آل الحريري العمل السياسي
التردي في العلاقات المستقبلية – المستقبلية، دفع بأحمد الحريري، قبل نحو شهر، إلى محاولة التدخّل لإعادة تصويب بعض الأمور، فدعا إلى اجتماع «افتراضي» لهيئة المكتب التنفيذي للتيار. غير أنه لمَسَ عدم رغبة كوادر عدة في المشاركة، قبل أن يصل الأمر إلى الرئيس الحريري الذي تواصل، بحسب ما أكد مصدر في تيار المستقبل لـ «الأخبار»، مع ابن عمته طالباً منه إلغاء الاجتماع. ولفت إلى أن الرئيس الحريري لا يزال متمسكاً برفض أي دور سياسي علني لتياره في ظل استمرار سريان قراره تعليق العمل السياسي، مشيراً إلى أن هذا الرفض بلغ مستوى منع منسقي المناطق من أداء أي دور محلي تحت أي عنوان. كما أنه لا يرغب في أن يزاول أي شخص من آل الحريري العمل السياسي، باستثناء عمته النائبة بهية الحريري التي أوكل إليها إدارة شؤون العائلة في غيابه. وربما كان هذا أحد الأسباب التي تدفع بالأمين العام إلى الشعور بأنه «مطوّق». غير أن «الأمين العام» ربما قدّر ان ابتعاده عن شؤون التيار يفسح في المجال أمام خصومه للتقدم، فارتد إلى الداخل مستفيداً من وفاة نائب رئيس مجلس النواب الأسبق فريد مكاري، ليشارك على رأس وفد مستقبلي رفيع في واجب تقديم العزاء. وبينما وضع خصومه الخطوة في إطار «تسكير الفراغ الذي احدثه بسبب غيابه المستمر»، أكّد مقربون منه أن الوفد شُكّل بتكليف رسمي من الرئيس سعد الحريري.