يلفّ الغموض مسار باخرة «رازوني»، التي ترفع علم دولة سيراليون وعلى متنها 26 ألف طن من الذرة، ففي حين يترقب الإعلام وصولها إلى مرفأ طرابس في شمال لبنان، برزت شكوك قوية في حقيقة وجهتها.
«رازوني» أوّل باخرة تغادر الموانئ الأوكرانية منذ بداية الحرب مع روسيا تنفيذاً لوثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية الموقّعة بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وشكّك مدير مرفأ طرابلس، أحمد تامر، في حديث لـ«الأخبار» في أن تكون «رازوني» متجهة إلى مرفأ طرابلس، وكشف أنّ الباخرة لم تستوفِ أياً من الإجراءات الإدارية القانونية المعتمدة في حركة تنقل البواخر التجارية.

وأكد أنّ السلطات الأمنية والعسكرية اللبنانية لم تتلقَ أيّ طلب رسمي من طاقم الباخرة للرسوّ في أيّ من المرافئ اللبنانية، وأوضح أنّ الجيش اللبناني يشترط لدخول البواخر المياه الإقليمية اللبنانية تقديمها طلب إذن قبل 24 ساعة من موعد الدخول، وأنّه في الحالات المماثلة يرفض الجيش إدخالها.

ولفت إلى أنّ إدارة المرفأ لم تتلقَ بدورها أيّ طلب من «رازوني» للرسو، وأنّ موعد تقديم طلب من هذا النوع يفرض قانون العمل المرفئي أن يجري قبل 48 ساعة على أقل تقدير.

وأوضح تامر أن لا ترتيبات خاصة اتخذت لاستقبال الباخرة، مع أنّ المرفأ يتسع للحمولة، وقال إنّه حتى الآن لم يتبيّن أنّ البضاعة المحمّلة لم يشترها أيّ تاجر أو شركة محلية.

ومن خلال تطبيق تتبّع حركة السفن Vesselfinder يتبيّن أنّ الباخرة انطلقت من مرفأ أوديسا في الأوّل من آب ووصلت إلى مرفأ Bosphorus North في الثاني منه ومكثت فيه 17 ساعة ثم انتقلت إلى ميناء اسطنبول في اليوم التالي ورست هناك 9 ساعات قبل أن تنطلق باتجاه مرفأ طرابلس في اليوم نفسه، ويشير برنامج سيرها على التطبيق إلى أنّها ستصل إلى مرفأ طرابلس عند السابعة من صباح غدٍ الأحد بتوقيت غرينتش.

وقال تامر إنّ خط سير الباخرة «رازوني» أظهرها مبحرة قبالة السواحل التركية غرب جزيرة قبرص، وأوضح أنّ خط السير البحري المتّبع بين البوسفور وطرابلس يمرّ شرقي قبرص.