كشفت قناة «كان» في التلفزيون الإسرائيلي أن وزارة الطاقة الإسرائيلية ضغطت على الجهات الأمنية لعدم الإعلان عن المسيرات الثلاث التي أرسلها حزب الله فوق حقل «كاريش»، السبت الماضي، بسبب الخشية من التداعيات السلبية للإعلان. وأوضحت القناة أن من بين المخاوف هو تأثير الإعلان على خطط استخراج الغاز من الحقل.ويكشف ذلك عن مدى حساسية التوتر الأمني في المجال البحري بالنسبة لإسرائيل، بسبب تداعياته الخطيرة على مجمل مشروع الطاقة الذي يحتاج إلى استقرار أمني. وهو عامل إضافي يسهم في تقييد إسرائيل ويمنح لبنان فرصة للضغط من أجل انتزاع حقوقه. وأقرت وزارة الطاقة ضمناً، في تعقيبها على ما نشرته القناة، أنها «تنقل رسائلها في المواضيع الأمنية إلى الجهات ذات الصلة، وليس إلى الإعلام. ووزارة الطاقة ستواصل مهمتها في الحفاظ على أمن الطاقة لدولة إسرائيل.
وردّ رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، رام بن باراك، على ما نشرته القناة العبرية بأنه «في حال نحن أخفينا الموضوع، كان حزب الله سيعلنه، وهذا يشكل ارتقاء درجة بالنسبة له»، بما يوحي بأن خيار عدم الإعلان عن العملية كان مطروحاً، وأن التقدير بأن حزب الله سيعلن عن المسيرات كان سيُقوِّض الصدقية الإسرائيلية، ما دفع إلى الإعلان عن العملية.
طلبت وزارة الطاقة عدم الإعلان لتفادي تأثير ذلك في خطط استخراج الغاز


في سياق متصل، حذَّر قائد منظومة الدفاع الجوي السابق، العميد تسفيكا حايموفيتش من «الذاكرة القصيرة» للإسرائيليين، مشيراً إلى أن تهديدات حزب الله لم تبدأ السبت أو الأربعاء من الأسبوع الماضي، و«لمن نسي، فقد أرسل حزب الله قبل أربعة أشهر فقط مسيّرة إلى داخل أراضي إسرائيل حلّقت لنحو ساعة ووصلت قريباً من طبريا»، في إشارة إلى مسيّرة «حسان» التي أرسلها حزب الله ولم تتمكن منظومات الكشف والاعتراض في الدفاع الجوي لسلاح الجو في جيش العدو من رصدها وإسقاطها. ولفت حايموفيتش إلى أن خطر «سرب من المسيّرات يساوي مئة صاروخ يتم إطلاقها باتجاه إسرائيل»، مشدداً على أن هذا السيناريو ليس غريباً ولا خيالياً بل ينبغي عدم استبعاده من ضمن دائرة الاحتمالات. واعتبر أنه مع تطور قضية منصة كاريش «تم فتح ساحة جديدة» مع حزب الله. كونها ضمن منطقة يسودها صراع دائم مع إسرائيل. ولأنها تقع في نقطة هي الأبعد عن دولة إسرائيل في اتجاه الشمال، فإن حزب الله يرى بأنه يستطيع إزاءها فرض معادلة ردع مع إسرائيل»، محذراً من أن «المسألة لم تعد خلفنا، بل سترافقنا في الأشهر المقبلة أيضاً».