لم تتبدّل زحلة كثيراً بين دورتَين انتخابيّتين فصلت بينهما «انتفاضة 17 تشرين». لم تتأثر برياح «التغييريين» وتمسّكت بتمثيلها الحزبي. لكنها نفّذت إعادة انتشار للأحجام على ضوء متغيرات، أولّها تفرّق الصوت السني وآخرها تكتل الصوت الاغترابي.على غرار دورة 2018، حافظت كتلة التيار الوطني الحر وحزب الله وحلفاؤهما على تمثيلها الثلاثي من بين المقاعد السبعة. فاز مرشح الحزب رامي أبو حمدان بـ 16 ألفاً و500 صوت تفضيلي بزيادة 1500 صوت عن سلفه أنور جمعة، وحافظ النائب عن المقعد الماروني سليم عون على قاعدته التمثيلية خلال أربع سنوات (حوالي 5500 صوت تفضيلي). انفصال النائب عن المقعد الكاثوليكي ميشال ضاهر عن كتلة العونيين لم يخسّر التيار في زحلة نائباً ثانياً، فحلّ محله جورج بوشكيان الذي فاز عن مقعد الأرمن الأرثوذكس بحوالي 2500 صوت تفضيلي.
ضاهر الذي شكل لائحة «سياديون مستقلون» لم يتمكن سوى من تحقيق حاصل واحد أمّن له الفوز بهامش قليل، رغم الإمكانات المالية التي أنفقها والخدمات والتوظيفات والمشاريع التي دأب على تنفيذها في منطقته لتأسيس زعامة محلية مركزها بلدته الفرزل. أما كتلة القوات اللبنانية، فحافظت على قوتها التمثيلية المؤلفة من النائب عن المقعد الكاثوليكي جورج عقيص (حصل على 11 ألفاً و900 صوت تفضيلي قريبة مما حصل عليه في 2018) والنائب عن المقعد الأرثوذكسي إلياس إسطفان الذي حلّ محل سيزار المعلوف الذي عزف عن الترشح. بحسب مصدر متابع، فإن القوة التجييرية المسيحية داخل المدينة صبّت بمعظمها لمصلحة القوات، إلى جانب جزء كبير من أصوات المغتربين. لكن الإضافة الاستثنائية قواتياً جاءت من الكتلة السنية التي تعدّ الناخب الأكبر في دائرة البقاع الأولى (حوالي 58 ألف صوت). ابن سعدنايل القيادي المستقيل من تيار المستقبل بلال الحشيمي فاز بالمقعد السني ضمن تحالف القوات والرئيس فؤاد السنيورة. حاصل اللائحة جيّر المقعد للحشيمي رغم حصوله على 3800 صوت تفضيلي مقابل حصول المرشح السني على لائحة الكتلة الشعبية ابن بلدة مجدل عنجر محمد حمود على 6800 صوت لعدم وصول لائحته إلى الحاصل الذي بلغ 13200 صوت. بخلاف الدورات الماضية عندما كان تيار المستقبل هو «المايسترو»، لم يتوحّد الصوت السني في اتجاه واحد، إنما تفرّق في أكثر من اتجاه. العشائر وزعت أصواتها على لوائح الأحزاب والتغييريين على السواء، علماً بأن النائب السابق عاصم عراجي حصل عام 2018 على 7224 صوتاً تفضيلياً ضمن تحالف المستقبل والتيار. أما لوائح الاعتراض الثلاث، فقد حققت مجتمعة حوالي 11 ألف صوت، معظمها حظيت بها لائحة «زحلة تنتفض» برئاسة الطبيب عيد عازار (حصل على 4500 صوت تفضيلي من أصل حوالي 7700 للائحة).
وعلى غرار دورات 2009 و2016 و2018 النيابية والبلدية، كانت ميريام سكاف الخاسر الأكبر في انتخابات 2022. رئيسة الكتلة الشعبية لم تصل الى العتبة بفارق أكثر من ألفي صوت. حصتها التفضيلية نفسها تراجعت. قبل أربع سنوات حصلت على حوالي ستة آلاف صوت تفضيلي، لم يبق منهم أخيراً سوى 4200 صوت، علماً بأن رافعة آل سكاف أمّنها المرشح السني المتمول محمد حمود (على 6800 صوت تفضيلي).