بخلاف دورة 2018، لم تنحصر معركة الانتخابات النيابية في قضاء جزين على المدينة فقط. المنافسة والترقب انسحبا على مشهد الاقتراع في جبل الريحان أيضاً الذي لم يلتزم كلياً بقرار حزب الله وحركة أمل بدعم لائحة عضو كتلة التنمية والتحرير إبراهيم عازار.في بلدات الريحان السبع ذات الغالبية الشيعية ظهرت المعركة كما في شوارع جزين. أعلام صفراء وخضراء مقابل أعلام التيار الوطني الحر البرتقالية. وفي بعض البلدات لا سيما كفرحونة، تنافست رايات القوات اللبنانية ونقاطها الثابتة مع الحضور العوني. ضراوة المعركة تركزت على ثلاث جبهات: لائحة «الاعتدال قوتنا» المدعومة من الثنائي و لائحة «وحدتنا» المدعومة من القوات ولائحة «معاً لصيدا و جزين» المدعومة من التيار. وفي مرتبة أقل، دخلت على خط المنافسة، لائحة «ننتخب للتغيير» المؤلفة من النائب أسامة سعد وكميل سرحال وآخرين.
بخلاف الدورة الماضية، لم تصب أصواب «البلوك» الشيعي لصالح عازار. كثير من الناخبين في عرمتى والريحان ولا سيما في مليخ، مسقط رأس المرشح العوني أمل أبو زيد، أعلنوا عن اقتراعهم لصالح الأخير «كونه ابن الريحان وبسبب الخدمات التي يؤمنها للمنطقة». كما وجد النائب زياد أسود مؤيدين له، في مقابل تأييد قليل لمرشحي القوات الثلاثة عن المقعد الكاثوليكي والمقعدين المارونيين.
دخول القوات بقوة على المشهد الانتخابي خلق جواً من الاستفزاز في الريحان. في كفرحونة البلدة الأكبر، سجلت إشكالات فردية عدة بين مناصرين للقوات والثنائي. وأقر عدد كبير من الناخبين بأنهم لم يكونوا بوارد المشاركة في الاقتراع حتى ما قبل أسبوع من الانتخابات. «لكن بعد ارتفاع سقف خطاب القوات التحريضي ضد المقاومة وحزب الله، بدل كثر مواقفهم وتهافتوا للاقتراع دعماً لخيارات الثنائي»، منهم ابتهال (62 سنة) «التزاماً بتوصية سماحة السيد الذي يجب أن لا نخذله في هذا الاستحقاق».