أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أننا حتى في موضوع المقاومة لا نطرح أنفسنا بديلاً من الدولة. نحن أمام بلد وضعه دقيق وحساس، ومقاربة مسائله لا يمكن أن تحصل بأنفاس حماسية وثورية كما يحصل في بلدان أخرى». وشدّد على أن «وجود الدولة مهم وأساسي لأن البديل منها هو الفوضى»، مؤكداً أن «الحرب الأهلية خطّ أحمر، وعلى اللبنانيين النظر إلى هذا الموضوع على أنه خيانة».
(هيثم الموسوي)

وفي المهرجان الانتخابي الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، قال نصر الله إن ما يجب أن نطمح إليه جميعاً هو دولة عادلة قادرة على حماية سيادتها وثرواتها من أيّ عدوان أو تسلّط أو هيمنة أو انتقاص، ولا تلقي بأعباء التحرير أو أعباء الحماية على شعبها». وقال: «ما ندعو إليه هو الشراكة وعدم الإلغاء والإقصاء، والجميع يجب أن يتمثل في المجلس النيابي بأحجامه الطبيعية»، موضحاً أن «الإقصاء تحت عنوان أقلية وأكثرية في نظام طائفي يدفع بالبلد نحو مغامرات، ولبنان لا يتحمل سلوكاً سياسياً من هذا النوع، ولا يتحمّل طائفة ولا حركة ولا حزباً ولا تياراً قائداً مهما بلغ من القوة وفائض القوة». وأعلن أن حزب الله «مصمّم على الحضور بفعالية وجدية ومسؤولية في الدولة. لا نطرح أنفسنا دولة إلى جانب الدولة، ولا أحد يستطيع أن يكون بديلاً منها في كل المجالات».
ولفت إلى أن «لبنان غنيّ وقويّ، فلماذا نريد التحول إلى متسوّلين ونجلس على أعتاب الصندوق الدولي الذي يفرض علينا شروطاً مذلّة؟». ورأى أن عدم الانفتاح على الشرق «مراعاة لأميركا لن يجعلنا نتقدم إلى أيّ مكان». ودعا إلى «الحفاظ على حقّ المودعين لأن هناك في البلد من يريد شطب جزء من هذا الحق. وما يحفظ حقوق المودعين هو توقيع النواب الجدد على مشروع القانون الذي تقدمت به كتلة الوفاء للمقاومة». وحمّل «المسؤولية الأولى عن خسارة أموال المودعين للمصارف التي حصلت على أرباح هائلة من خلال السياسات المالية التي كانت قائمة».
ولفت نصر الله الى أن «التحالف الانتخابي والسياسي لا يعني انعدام الاختلافات والفوارق بين الأحزاب والتيارات المتحالفة. هناك من يدعو إلى خيار الشراكة والتعاون، وهناك من يدعو إلى الإلغاء والإقصاء، وأنتم يجب أن تختاروا بين الاثنين». وتوجّه الى اللبنانيين قائلاً: «أنتم اليوم بين خيار فريق يصرّ على السلم الأهلي، وفريق يعرض خدماته للعالم ويطلق النار ويقتل في وضح النهار. بين من يوظف علاقاته الخارجية ليكون لبنان قوياً وبين فريق يأتي بالمال من الخارج لزيادة أرصدته. بين فريق يتحمّل المسؤولية وآخر يستقيل ويتهرّب، رغم أنه شريك في كل ما فعلته المنظومة. بين خيار من يريد لبنان سيداً في المنطقة ومن يريده متسكّعاً على أبواب سفارة هنا أو خيمة هناك».
وكشف أنه «بعد خطاب يوم القدس العالمي، أبلغت من قنوات دبلوماسية رسالة تقول إن الإسرائيليين يؤكدون عدم رغبتهم في القيام بأيّ عمل ضد لبنان»، مؤكداً أن «استنفارنا وجهوزيّتنا سيبقيان قائمين إلى حين انتهاء المناورات الإسرائيلية وكذلك الأمر بالنسبة إلى المقاومة الفلسطينية».
بري دعا للاقتراع بكثافة للتأكيد على التمسّك بالمقاومة نهجاً وثقافة وسلاحاً


إلى ذلك، أكد الرئيس نبيه بري في خطاب انتخابي أن الظروف التي يمر بها اللبنانيون تستدعي خطاباً سياسياً هادئاً يقرّب وجهات النظر ويجترح الحلول وليس العكس، واصفاً الاستحقاق الانتخابي الحالي بأنه «الأهم والأخطر في تاريخ لبنان». ولفت الى أن «اللوائح المنافسة لنا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، واللوائح العابرة للسفارات ركّزت حملتها على الثنائي وسلاح المقاومة». وأشار إلى أن «المرحلة الماضية منذ 17 تشرين الأول، مروراً بانفجار المرفأ، شهدت تحريضاً طائفياً بغيضاً وافتراءً على حركة أمل وتاريخها». وقال: «باسم الثنائي، فليكن الحكم والحاكم في ملفات الفساد للقضاء ولا غطاء على أحد، ولم يقارب أحد هذا الملف كما قاربته حركة أمل عبر إقرار القوانين التي تحارب الفساد». وشدد على «أننا مع إسقاط منظومة الفساد، لكن حذارِ من الذين يستثمرون على وجع الناس ودمائهم بشعارات حقّ يراد بها باطل لأننا نعلم أن آخر همّهم استهداف هذه المنظومة، وهم يسعون إلى استهداف منظومة قيمنا». ودعا إلى الاقتراع بكثافة «للتأكيد على التمسّك بالمقاومة نهجاً وثقافة وسلاحاً إلى جانب الجيش والشعب».