كان يفترض بالجزء الثاني من الحملة التي أطلقها بهاء الحريري، عبر حركته «سوا للبنان»، أن تجسد الرعاية التي يوليها لمجموعة من اللوائح التي ساهم محسوبون عليه في تأليفها أو ضُمَّ إليها مرشحون يُحسبون عليه. غير أن الدعم انحصر في الدعاية الانتخابية فقط، ولم يتطور إلى أي دعم مالي.الحريري الذي ظهر في حفل إطلاق حركة «سوا للبنان» مطلع الشهر الماضي، أطلق وعوداً سياسية قبل أن يغيب مجدداً عن معركة محتدمة سنياً يفترض أنه يملك فرصة خوضها، في خضمّ الصراع على تركة الحريرية السياسية التي يعتبر نفسه أولى بها. ما حدث هو العكس تماماً. في بيروت الثانية، تبدو لائحة «لتبقى بيروت» التي يدعمها النجل الأكبر لرفيق الحريري، وتضم محافظ بيروت السابق نقولا سابا، خارج كل الحسابات، فيما خطابها محصور في الـ»billboards»، وينحصر السباق في العاصمة بين لائحتَي «هيدي بيروت» التي يرأسها رئيس نادي الأنصار نبيل بدر، و«بيروت تواجه» المدعومة من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.
وفي زحلة، حيث كان يفترض أن يذهب دعم الحريري إلى رئيس لائحة «التغيير» رضا الميس، يشكو الأخير قلّة الموارد المالية وعدم وصول الدعم المنتظر، إلى حد دفع ببعض أعضاء اللائحة إلى تسيير شؤونهم «من الجيبة»، ما أثّر على حركة اللائحة وجعلها بعيدة عن الحضور الشعبي. وفي دائرة الشمال الثانية (طرابلس، المنية، الضنية) تغرق لائحة «الاستقرار والإنماء» في التخبط نتيجة مسلسل الوعود الكاذبة، مع افتقاد المرشحين الذين وعدوا بدعم بهاء الحريري (فادي الخير في المنية وباسل الأسطة في طرابلس) الحد الأدنى من مقوّمات الاستمرار، فضلاً عن تحقيق خرق. وفي كسروان ــــ جبيل، بقي مدير مستشفى سان جوان ــــ جونية سليم الهاني مرشحاً على لائحة النائب فريد هيكل الخازن، لكن من دون «زيت» انتخابي
في المقابل، تخطّى بعض المرشحين الوعود التي أسداها الحريري قبل أن يتخلى عنهم! من هؤلاء مرشح «الجامعة المرعبية» على لائحة «النهوض بعكار» وسيم المرعبي الذي يتكئ على دعم عائلته له، والمستشار القانوني لحركة «سوا للبنان» المحامي مجد بطرس حرب في دائرة «الشمال الثالثة» الذي يتكئ بدوره على تاريخ طويل من العمل السياسي والخدماتي لوالده، وعلى دعم حزب الكتائب وبقايا 14 آذار.