الأحكام بالإعدام، إلى حد كبير، تستند إلى أدلة واضحة، وكثر من المحكوم عليهم ممن يزعمون أنهم أبرياء قد يكذبون. لكن، أيضاً، من المرجح أن هناك حالات يتعذّر فيها على سجناء محكوم عليهم بالإعدام أدينوا خطأً إثبات براءتهم بسبب نقص الأدلة أو نقص الموارد.لطالما كانت إمكانية الإدانة الخاطئة وإعدام متهم بريء جزءًا من الجدل العام حول عقوبة الإعدام. اذ ان القرار فيها يُعهد إلى نظام قانوني غير معصوم عن الخطأ. فالأخطاء لا مفرّ منها حتى في نظام العدالة الجنائية المُدار جيداً، لذلك، في بعض الأحيان، يُعدم أشخاص على جرائم لم يرتكبوها.


في الأعوام الماضية، مع ظهور الحمض النووي كوسيلة لتحديد الهوية الجنائية، أُطلق سراح العديد من المحكوم عليهم بالإعدام بسبب أدلة جديدة أو بعد إعادة تحليل الأدلة الموجودة، رغم أن عدد الإدانات الخاطئة التي كشفها تحليل الحمض النووي ليست سوى جزء بسيط من المجموع. الّا انه لا يمكن اعتماد مثل هذه الإجراءات القائمة على الحمض النووي إلا إذا جُمعت الأدلة البيولوجية (مثل الدم والسائل المنوي وخلايا الجلد) في مسرح الجريمة وحُفظت وفقاً للمعايير العلمية للاختبار لاحقًا.
لو كان قرار الإبقاء على عقوبة الإعدام أو التخلي عنها يعتمد فقط على نتائج البحث العلمي، لكانت أُلغيت منذ فترة طويلة. ومع ذلك، مثل العديد من السياسات الاجتماعية الهامة، فإن القرار مدفوع باعتبارات عاطفية وسياسية وتجريبية.
ولطالما ولّدت عقوبة الإعدام نقاشًا كبيرًا حول جانبها الأخلاقي وتأثيرها على السلوك الإجرامي. وتندرج الحجج المعاصرة، المؤيدة والمناهضة لعقوبة الإعدام، تحت ثلاثة عناوين عامة: حجج أخلاقية، نفعية وعملية.

الحجج الأخلاقية
يعتقد مؤيدو عقوبة الإعدام أن من يرتكب جريمة قتل يفقد حقه في الحياة لأنه أودى بحياة شخص آخر، فتكون عقوبة الإعدام شكلاً عادلاً من أشكال القصاص الذي يعبّر عن السخط (الاستنكار؟) الأخلاقي والمعنوي ليس فقط لأقارب الضحية ولكن للمواطنين الملتزمين بالقانون بشكل عام.
على النقيض من ذلك، فإن معارضي عقوبة الإعدام، في أعقاب كتابات سيزار بيكاريا ، يجادلون بأنه من خلال إضفاء «شرعية قانونية» على السلوك ذاته الذي يسعى القانون إلى قمعه - أي القتل - فإن عقوبة الإعدام تؤدي إلى نتائج عكسية في الرسالة الأخلاقية التي تحاول نقلها.
إمكانية الإدانة الخاطئة وإعدام متهم بريء جزء من الجدل العام حول عقوبة الإعدام


الحجج النفعية
يزعم مؤيدو العقوبة ان للإعدام تأثيرًا رادعًا فريدًا وقوياً على الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا عنيفين ولا يمثل التهديد بالسجن لهم قيدًا كافيًا. ومع ذلك، يشير المعارضون إلى أبحاث أظهرت عموماً أن عقوبة الإعدام ليست رادعًا أكثر فعالية من العقوبة البديلة بالسجن المؤبد أو السجن الطويل الأجل.

معارضو الإعدام يجادلون بأنه محاولة لإضفاء «شرعية قانونية» على السلوك (القتل) نفسه الذي يسعى القانون إلى قمعه


الحجج العملية
هناك أيضًا خلافات حول ما إذا كان في الامكان تطبيق عقوبة الإعدام بطريقة تتفق مع العدالة. إذ يعتقد من يؤيدون عقوبة الإعدام أن في الإمكان صياغة قوانين وإجراءات تضمن فقط إعدام من يستحقون حقًا الموت. على النقيض من ذلك، يؤكد المعارضون أن التطبيق التاريخي لعقوبة الإعدام يظهر أن أي محاولة لتمييز أنواع معينة من الجرائم على أنها تستحق الموت ستكون حتما تعسفية وتمييزية. كما يشيرون إلى عوامل أخرى تحول دون تطبيق عقوبة الإعدام بشكل عادل، كما في حالة الفقراء والأقليات العرقية والدينية ممن لا يحصلون في كثير من الأحيان على مساعدة قانونية جيدة، بالإضافة الى التحيز العنصري.



تقنيات الإعدام

المقصلة


عبارة عن نصل منحرف يعلق أعلى رقبة الضحية بين مجريين خشبيين، وبعض النماذج كانت تشمل سلة تتلقى الرأس المقطوع. واشتهرت المقصلة بسرعتها مقارنة بالسيف والبلطة لثقل النصل وسرعة نزوله على العنق.
ولكن إلى أي مدى يعدّ قطع الرأس أداة رحيمة للموت؟ في تجارب أجريت على فئران قُطعت رؤوسها بمقاصل صغيرة، أظهرت الدراسة وجود بوادر على الوعي حتى بعد قطع رأس القوارض بمدة تراوحت بين تسع ثوان و18 ثانية، كما أظهرت تجارب أخرى مدة مشابهة في حيوانات غيرها وبالتالي يمكن أن ينسحب ذلك الافتراض على البشر.

الكرسي الكهربائي


سعيًا إلى أسلوب أكثر إنسانية من الشنق، يتم استخدام الصعق الكهربائي. يُثبّت المحكوم عليه معصوب العينين على كرسي بأحزمة تتقاطع مع صدره وفخذيه وساقيه وذراعيه. يتم توصيل قطب كهربائي على شكل قلنسوة معدنية بفروة الرأس والجبهة فوق إسفنجة مبللة بمحلول ملحي. بعد انسحاب فريق التنفيذ إلى غرفة المراقبة، يشير السجان إلى الجلاد الذي يسحب مقبضًا لتوصيل مصدر الطاقة. تحدث هزة تتراوح بين 500 و 2000 فولت، تستمر نحو 30 ثانية تقريبًا. يرتفع التيار ثم يتم إيقاف تشغيله، وفي ذلك الوقت يُرى الجسم مسترخيًا. ينتظر الأطباء بضع ثوانٍ ليبرد الجسم قبل فحصه لمعرفة ما إذا كان قلب السجين لا يزال ينبض. إذا كان الأمر كذلك، يتم تطبيق صعقة كهربائية أخرى. وتستمر هذه العملية حتى موت السجين.

الحقنة المميتة


إعدام المحكوم عليهم من خلال حقنهم بمادة أو أكثر من المواد الكيماوية التي تسبب الموت. وكانت هذه تعدّ وسيلة إعدام رحيمة مقارنة بأشكال الإعدام التي استخدمت سابقا كالصعق بالكهرباء أو الغاز القاتل. أثناء إجراء الحقن المميت، يُربط السجين بنقالة تستخدم عادة لنقل مرضى المستشفى. الحقنة القاتلة النموذجية تتكون من ثلاث مواد كيميائية يتم حقنها عادة في ذراع السجين بالترتيب التالي:
(1) ثيوبنتال الصوديوم، وهو مخدر باربيتورات، ويفترض أن يتسبب في فقدان الوعي العميق في حوالي 20 ثانية،
(2) بروميد البانكورونيوم، وهو مرخٍّ كلي للعضلات، يُعطى بجرعات كافية، ويشل جميع العضلات الإرادية ويسبب الاختناق،
(3) كلوريد البوتاسيوم الذي يؤدي إلى سكتة قلبية.
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن عملية الإعدام بأكملها تستغرق حوالي خمس دقائق، وعادة ما تحدث الوفاة بعد أقل من دقيقتين من الحقن النهائي. ومع ذلك، تطلبت الحقن المميتة الفاشلة أحيانًا أكثر من ساعتين لتحقيق الوفاة. في عام 2009، أوقفت محاولة إعدام روميل بروم في ولاية أوهايو قبل حقن أي عقار، اذ لم يتمكن الجلادون من العثور على وريد صالح تحت الجلد للحقن. كانت هذه أول حقنة قاتلة - وثاني إعدام فقط - في الولايات المتحدة يتم إيقافه قيد التنفيذ.

الشنق


حتى تسعينيات القرن التاسع عشر، كان الشنق الطريقة الأساسية للإعدام. وللإعدام بهذه الطريقة، يتم وزن المحكوم في اليوم السابق للتنفيذ، وتتم «البروفة» باستخدام كيس من الرمل من نفس وزن السجين، ولتحديد طول «السقوط» الضروري لضمان الموت السريع. فإذا كان الحبل طويلًا جدًا يمكن قطع رأس السجين، وإذا كان قصيرًا جدًا، فقد يستغرق الخنق ما يصل إلى 45 دقيقة. يتراوح قطر الحبل بين 3/4 بوصة و 1/4 بوصة، ويتم تمديده للتخلص من اللف، إضافة الى تشحيم العقدة بالشمع أو الصابون «لضمان حركة انزلاق سلسة».
مباشرة قبل الإعدام، تُربط يدا السجين ورجلاه، وتعصب عيناه، ويوضع حبل المشنقة حول الرقبة، مع عقدة خلف الأذن اليسرى. يتم الإعدام عندما يُفتح باب المصيدة ويسقط السجين من خلاله. يجب أن يتسبب وزن السجين في حدوث كسر سريع في الرقبة. مع ذلك، نادرًا ما يحدث الموت الفوري، إذا كانت للمحكوم عضلات رقبة قوية، أو خفيفة جدًا، أو إذا كان «السقوط» قصيرًا جدًا، أو تم وضع حبل المشنقة بشكل خاطئ، ما يجعل الموت ناتجاً عن الاختناق البطيء.

الرمي بالرصاص


للتنفيذ بهذه الطريقة، يتم ربط السجين عادة بكرسي بأحزمة جلدية على خصره ورأسه. ويكون الكرسي محاطاً بأكياس الرمل لامتصاص الدماء التي تنتج عن الجروح النارية، ويتم وضع غطاء أسود على رأس السجين. يحدد الطبيب مكان قلب المتهم باستخدام سماعة الطبيب ويضع فوقه قطعة قماش بيضاء مستديرة. يقف خمسة رماة على بعد 20 قدمًا مسلحين ببنادق محملة بطلقات فردية، ويتم إعطاء أحد الرماة جولات فارغة. يصوب كل من الرماة بندقيته عبر فتحة في القماش ويطلقون النار على السجين. يموت السجين نتيجة فقدان الدم الناجم عن تمزق القلب أو تضخم الأوعية الدموية أو تمزق الرئتين. يفقد الشخص المصاب بالرصاص وعيه عندما تتسبب الصدمة في انخفاض تدفق الدم إلى المخ. إذا فقد الرماة القلب، عن طريق الصدفة أو النية، ينزف السجين حتى الموت ببطء.

الإعدام بالغاز السام


تم تقديم استخدام غاز السيانيد على غيره من أساليب الاعدام كطريقة أكثر إنسانية. لتنفيذ الاعدام بهذه الطريقة، يتم ربط الشخص المدان على كرسي في غرفة محكمة الإغلاق. تحت الكرسي يوجد دلو من حامض الكبريتيك. عادة ما يتم لصق سماعة طبية طويلة على المدان بحيث يمكن للطبيب خارج الغرفة أن يعلن الموت.
يعطي السجان إشارة إلى الجلاد الذي يضغط على رافعة تطلق بلورات من سيانيد الصوديوم في الدلو. يؤدي هذا إلى تفاعل كيميائي يطلق غاز سيانيد الهيدروجين. يُطلب من السجين أن يتنفس بعمق لتسريع العملية. ومع ذلك، يحاول معظم السجناء حبس أنفاسهم، وبعضهم يكافح. لا يفقد النزيل وعيه على الفور، بل في البداية هناك علامات من الرعب الشديد والألم والخنق التي تبدو على السجين. بعد الوفاة، تمتص مروحة الهواء السام من الغرفة، ويتم رش الجثة بالأمونيا لتحييد أي آثار متبقية للسيانيد.


أبرياء أُعدموا

كولين روس


أدين كولين روس بجريمة اغتصاب وخنق الضحية وتم إعدامه بعد العثور على عدة خصلات من شعر أشقر على بطانية في منزله. بعد إعادة الفحوصات من قِبل سلطتين علميتين مستقلتين تبيّن ان خصلتي الشعر لم تكونا للضحية، وتم دحض دليل الإدانة الأبرز في محاكمته. تم العفو عن كولين روس في 27 مايو 2008، بعد 86 عامًا من إعدامه.

تينغ شينغشان


أُدين تينغ شينغشان وأُعدم عام 1989 بتهمة قتل نادلة بعد اختفائها. عام 1993، ظهرت النادلة مرة أخرى وأكّدت أنها لم تقابل في حياتها تينغ الذي تمت تبرئته عام 2006.

شيانغ كو تشينغ


كان تشيانغ جنديًا في سلاح الجو التايواني عندما حكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام عام 1997 بتهمة اغتصاب فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات وقتلها. عام 2011، اعترف طيار آخر، له تاريخ من الاعتداء الجنسي، بمسؤوليته عن الجريمة وأدين بها. عام 2011، برأت محكمة عسكرية تشيانج بعد 14 عاماً على موته.