رغم البيانات المتكررة التي يصدرها تيار المستقبل، داعياً إلى التزام قرار الرئيس سعد الحريري بمقاطعة الانتخابات ترشيحاً وعدم مشاركة المنتسبين في الحملات الانتخابية لأيٍّ من المرشحين والمشاركة في أي نشاطات أو ماكينات انتخابية، وعدم استخدام كل من تقدم باستقالته وأعلن ترشيحه اسم التيار أو شعاراته... إلا أن ما يجري على الأرض يوحي بأن التيار الأزرق وماكيناته الانتخابية ومكاتبه، وحتى أمينه العام أحمد الحريري، منخرطون حتى النخاع في أدق التفاصيل الانتخابية. وحده سعد الحريري يبدو كأنه لم يتدخل شخصياً ولم يقم بزياراته المكوكية من البقاع، مروراً بالشمال، وصولاً الى عكار، فيما يجول أحمد الحريري بين مناطق الشمال وعكار لشد العصب الانتخابي لمرشح على حساب آخر. وعلمت «الأخبار» أن الأخير على تواصل شبه يومي مع فعاليات وشخصيات ومفاتيح انتخابية لتزكية مرشحين، وخصوصاً في دائرة الشمال الثانية (طرابلس، المنية، الضنية) لتزكية المرشح أحمد الخير، المحسوب على المستقبل والمعروف بعلاقته الوثيقة بأحمد الحريري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.ويبدو أن المنافسة التي وقعت قبل نحو سنة بين النائب عثمان علم الدين والمرشح أحمد الخير لتحديد اسم منسق التيار في المنية لم تذهب سدى. فقد نجح الخير في تزكية اسم المنسق الحالي توفيق حامد لدى الرئيس الحريري وشُكّل مكتب المنسقية من مناصرين للخير حصراً. وبعدما ترشّح الأخير على لائحة النائب السابق مصطفى علوش، يسخّر منسّقية المستقبل في المنية ومن ضمنها الماكينة الانتخابية لمعركته الانتخابية.
لائحة علوش تحظى بالدعم اللوجستي من ماكينات المستقبل في الضنية والمنية


وبحسب المعلومات، فقد بدأت منسقية المستقبل في المنية بالفعل تزييت الماكينة الانتخابية وباتت شبه جاهزة. ورغم كل ما أشيع عن رفض المستقبل للائحة علوش في الدائرة الثانية، إلا أن كل المعطيات تشير إلى أنها تحظى بالدعم اللوجستي من ماكينات المستقبل في الضنية والمنية، فيما لم يعرف ما إذا كانت ماكينة طرابلس ستعمل لخدمة اللائحة نفسها.
إلا أن حامد أكّد في اتصال مع «الأخبار» أن «لا ماكينة انتخابية لتيار المستقبل، وكل شخص يعمل حسب هواه بناءً على الصداقات الشخصية مع المرشحين»، لافتاً الى انقسام في المنسقية بين علم الدين والخير. وأوضح حامد أن منسقيات المستقبل «في انتظار صدور تعميم رسمي من التيار لتحديد الموقف من المرشحين، وسنلتزم بما سيصدر».