أقفلت مهلة تسجيل اللوائح، الاثنين الماضي، على عشر لوائح متنافسة في دائرة «بيروت الثانية»، عُدّت لائحة «بيروت تواجه» التي رعى الرئيس فؤاد السنيورة تشكيلها، الأضعف بينها والأكثر «برودة»، مع قرار صارم من رئيس الحكومة السابق بعدم «الفتّ» عليها من جيبه الخاص. البرودة تأتّت أساساً من غموض الموقف السعودي من اللائحة، رغم الاتصال الهاتفي بين السنيورة والسفير السعودي وليد البخاري. وزادها برودة انكفاء دار الفتوى، وإرباك الشارع البيروتي، ووقوعها بين مطرقة لوائح الخصوم وسندان «أهل البيت» المستقبلي الذين تعمل ماكينتهم على دفع الشارع السني إلى المقاطعة، ويخوضون معركة «دفن مشروع السنيورة في بيروت»، حتى لو أدى ذلك إلى فوز لائحة ثنائي حزب الله وحركة أمل!غير أن عودة البخاري وزملائه الخليجيين أعادت معها «الانتعاش» إلى لائحة «بيروت تواجه» وراعيها، رغم الالتباس الذي لا يزال يحيط بوجهة الدعم السعودي المنتظر.
ويقول عاملون في الماكينة الانتخابية للائحة إن الحراك السعودي الأخير «رفع منسوب الثقة لديها وأعطاها جرعة منشّطة»، كما أن «تعددية اللوائح، ولا سيما التي تعدّ نفسها تغييرية ومن خارج المنظومة، تريحنا لأن الأصوات ستنقسم ولن تصب في مصلحة لائحة واحدة».
وتعوّل اللائحة على أن «بعض الجمعيات البيروتية التي كانت تتحسّب للرئيس سعد الحريري وقراره أصبحت تسوّق لفكرة أن الفراغ في الساحة السنية سيتيح لحزب الله التحكم بقرار العاصمة»، وأنه «رغم أن الحريري لا يزال الزعيم بالنسبة إلى هؤلاء، إلا أن غيابه يفترض وجود بديل يواجه». وتلفت المصادر إلى أن «المكتب الانتخابي للائحة قرب منزل السنيورة بات أكثر اكتظاظاً بالمفاتيح الانتخابية المعروفة ومخاتير وأعضاء مجلس بلدي سابقين وحاليين، لم يكونوا يرتادونه سابقاً».
المكتب الانتخابي للائحة «بيروت تواجه» بات أكثر اكتظاظاً بالمفاتيح الانتخابية ومخاتير وأعضاء بلديين لم يكونوا يرتادونه سابقاً


وبحسب خبراء انتخابيين، فإن الفترة بين ١٥ و٢٠ الشهر الجاري، أي قبلَ شهر من موعد الانتخابات، والتي تُسمى بالـ«zone الرابع»، تعدّ «من أهم المراحل قبل الاستحقاق، إذ إن الجميع يحسم خلالها خياره». وعليه، من المفترض بدءاً من الأسبوع المقبل ارتفاع وتيرة نشاط السنيورة وأعضاء من اللائحة في بيروت. وبما أن الدعم السعودي الذي أراده السنيورة ظفرَ به، ولو على شاكلة اتصال هاتفي حتى الآن، فإن معركته المقبلة ستكون في وجه تيار المستقبل لرفع نسبة التصويت السني «لإعادة إنتاج توازن سياسي في بيروت في وجه حزب الله الذي يريد تغيير وجه المدينة سياسياً وتمثيلياً، مستغلاً غياب الحريري عنها». كما يراهن السنيورة أيضاً على أن يدفع الموقف السعودي، في حال كانَ جاداً وتظهّر في خطوات أخرى، دار الفتوى إلى التراجع عن انكفائها.
«الانتعاش» المستجدّ للائحة «بيروت تواجه» دفعَ المنافسين إلى استشعار الخطر، بعدما كانت كل المؤشرات تؤكد ضعف حظوظ السنيورة ولائحته. ومن بين هؤلاء النائب فؤاد مخزومي الذي «هاله التواصل السعودي مع السنيورة»، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، بعدما أخفق هو في نيل الرضى السعودي رغم كل أوراق الاعتماد التي قدمها ويقدمها بالهجوم على حزب الله.