لم يفلح اللقاء الطويل الذي عقده الوزير السابق وئام وهاب، أمس، مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في حلّ «عقدة البساتنة». عاد الأول إلى الجاهلية خالي الوفاض بعدما أخفق في إقناع الثاني بترشيح النائب فريد البستاني والوزير السابق ناجي البستاني على اللائحة نفسها في دائرة الشوف - عاليه. إذ يصر التيار الوطني الحر أن الحسابات الانتخابية لن تكون لمصلحة مرشحه فريد في حال كان ابن بلدته، دير القمر، على اللائحة نفسها، ناهيك عن الخلافات الشخصيّة بين الرجلين. فيما تبدو الحسابات مغايرة لدى وهاب وحزب الله المصرّين على ناجي لرفع الحاصل الانتخابي والحصول على مقعدين مارونيين بدلاً من واحدٍ باعتبار أن لـ «البستانيَين» حيثية شعبية في الشوف.هكذا، انتهت المفاوضات التي استمرت حتى ليل أمس من دون التوصل إلى حل للعقدة المفتوحة منذ بدء المشاورات بين حلفاء الصف الواحد. بالتالي، بدأ الجميع يقتنع بأن لا خيار إلا فرط التحالف «من دون زعل»، وخوض الانتخابات بلائحتين منفصلتَين في الشوف - عاليه: إحداهما للتيار منفرداً، والثانية لتحالف النائب طلال إرسلان - وهاب - ناجي البستاني. علماً أن هذا الخيار الذي بات مرجّحاً لم يُعلن بعد، ولم يتبلّغ به بعض المرشحين على اللائحة. لكن المعلومات تشير إلى أن الإعلان عن «الافتراق» سيكون اليوم مع اقتراب مهلة إقفال اللوائح الاثنين المقبل، وبعدما سلّم المفاوضون بعجزهم عن تقريب وجهات النظر.
ومع الإعلان عن فك التحالف، ستُعلن أسماء لائحة «التحالف الثلاثي» في الشوف المؤلفة من: وهاب عن المقعد الدرزي، مرشح جمعية المشاريع الخيرية أحمد نجم الدين (شحيم) وأسامة المعوش (برجا) عن المقعدَين السنيين، ناجي البستاني، ماريو عون وشخصية من إحدى بلدات الحرف عن المقاعد المارونية. ومن المرجح ترك المقعد الدرزي الثاني في الشوف شاغراً بهدف الحفاظ على صب الأصوات الدرزية لصالح وهاب، في حين لم يأخذ المعنيون قرارهم بترشيح شخصية كاثوليكيّة في وجه مرشّح التيار غسان عطالله. فيما يبحث التيار الوطني الحر عن مرشحين يُمكن أن يرفعوا حاصله الانتخابي، ولو أن الأمور تبدو أصعب بالنسبة له. فيما لم تتضح بعد صورة التحالفات في عاليه.
ويلفت متابعون إلى أن فك التحالف وليس تثبيته هو ما يقلق المختارة. إذ إن خروج التيار من لائحة وهاب - إرسلان سيُكسبها أصواتاً أكثر في الشارع السني وقد يزيد حظوظ وهاب بالخرق على حساب مروان حمادة. فيما لم يعرف بعد كيف سيوزع حزب الله أصواته الـ 2500، علماً أنه تردّد سابقاً أنه أبلغ العونيين أن فك التحالف سيجعله يصوّت للائحة الثانية.