تحت ضغط شحّ التمويل للمنصات المشرفة على «قوى التغيير»، أعيد إلى البحث مشروع توحيد أكبر المنصات المشرفة على هذه القوى، «كلنا إرادة» و«نحو الوطن». اجتماعات يومية تُعقد لإنجاز «شيء ما» قبل حلول موعد إقفال اللوائح في 4 نيسان المقبل، إذ إن مراكز «العصب المالي» الممثّلة بقوى تمويل خارجية، تشترط إنجاز «ائتلاف موحّد» لاستئناف الدعم الذي يقتصر حالياً على اللوازم اللوجستية ورواتب الموظفين.شح التمويل، خصوصاً في الشهرين الماضيين، يتأتّى بشكل رئيسي من عدم قدرة هذه القوى على انتهاج خطاب تغييري مقنع شعبياً وبروز خلافات في صفوفها فتكت بمشاريع اللوائح، في وقت قطعت قوى «المنظومة الحاكمة»، التي يُفترض أن «التغييريين» جاؤوا للحلول محلها، شوطاً كبيراً في صياغة تحالفاتها وتركيب لوائحها. وقد أدى ذلك إلى ركود في نشاطات المرشّحين «التغييريين» وانعكس سلباً على خطط تسويقهم إعلامياً وإعلانياً، ليجد كثيرون منهم أنفسهم أمام خيار العزوف. ولعل الأسوأ كان سعي بعض المرشحين إلى البحث عن جهات تتبنّاهم على غرار ما حصل في لائحة «قوى التغيير» في المتن. أضف إلى ذلك أن الطموحات السياسية والحديث عن الاختراقات كلّ ذلك قلَّ بالتوازي مع غياب المال الانتخابي، وما كان يُشاع عن قدرة «قوى التغيير» على دخول مجلس النواب بكتلة وازنة لا تقل عن 10 نواب، بات شبه مستحيل و«بالكاد نزمط بثلاثة»، بحسب ناشطين، نظراً إلى التباينات التي طرأت في أكثر من دائرة، وحالت دون تشكيل لوائح مشتركة.
لذلك، عادت المساعي لتفعيل التواصل، خصوصاً بين المجموعات المنضوية في «كُلنا إرادة» و«نحو الوطن»، لـ«التوحّد ضمن ائتلاف انتخابي كامل». وعلمت «الأخبار» أن اجتماعات مفتوحة تُعقد للوصول إلى «الائتلاف» قبل إقفال باب تسجيل اللوائح. وأكّدت مصادر في «كُلنا إرادة» أن «التواصل لم ينقطع أساساً، وبالتالي باب النقاش والتشاور يبقى مفتوحاً».
اجتماعات يومية مفتوحة لإنجاز «شيء ما» قبل إقفال اللوائح في 4 نيسان


بالنسبة إلى «نحو الوطن»، المشكلة تكمن في «تقدّم الاعتبارات الشخصية لدى بعض المرشحين ما أدى إلى انهيار تحالفات»، سواء في كسروان أو المتن الشمالي. المنصة التي انطلقت قبل أشهر من احتمالات إحداث خروقات في 10 دوائر على الأقل، تطمح اليوم، بحسب مصادرها، إلى «المحافظة على حد أدنى من الحضور» و«عدم تشتيت الأصوات في دوائر أخرى». لذلك، باتت تجنح صوب إنشاء تحالفات مناطقية تسهم في توحيد الصفوف، وتنظر إلى خيار «الائتلاف» كإطار تنظيمي قد يُخرج المجموعات من حالة الصدام. وما يزيد من حماسة بعض الناشطين ليس غياب المال فقط، بل الوصول إلى قناعة مفادها بأن الاتفاق على «ائتلافات انتخابية» مناطقية أمر صعب المنال. وهذا ما يعزّز وجهة المحافظة على الموجود من مرشحين ولوائح وتعزيزه بالحد الأدنى المطلوب. غير أن المسافة الفاصلة عن موعد إقفال اللوائح قد لا تكون كافية لتحقيق ذلك.