دعت بلدية أنصار إلى وقفة اليوم في البلدة احتجاجاً على أداء الأجهزة الأمنية والقضائية غير الجدّي والفعّال مع قضية اختفاء الأم وبناتها منذ اليوم الأول. وهي دعوة متوقعة في البلدة التي يطغى فيها الحديث عن تقصير القضاء، ومبادرة أهل البلدة أنفسهم إلى كشف الحقيقة. "الحمدلله بيّن حقهن" تقول قريبة الأم الضحية، معلّقةً على تهم المجتمع الجاهزة بحق النساء، وتضيف "لم يكن المجتمع وحده من ظلمهنّ بل القضاء الذي انقاد للأقاويل وتجاهل المعلومات والوقائع". الكلّ مجمع على تقصير القاضية غادة أبو علوان واستخفافها بخبر الاختفاء. يقول أحدهم "لم تلتفت إلى داتا الاتصالات والموقع الجغرافي اللذين تعارضا مع إفادتي المشتبه فيه حسين. ف.". ويضيف آخر: "إصرار القاضية على عدم توجيه الاتهام إلى المشتبه فيه على الرغم من مناشدات والد الفتيات المختار زكريا صفاوي منذ اليوم الأول الذي تلى اختفاءهنّ، سمح للمتهم وشريكه بالجرم السوري حسن غ. بالهروب إلى سوريا. ولولا مبادرة شخصية من شقيق الجاني علي ف. وابن خالته شهيد وهبي في استدراجه للعودة إلى البلدة لم تكن القوى الأمنية لتنجح في القبض عليه والكشف عن مصير الضحايا وإيجاد جثامينهن".
فما الذي حصل؟
يروي يوسف عاصي، ابن بلدة أنصار أن "تغيير حسين. ف. لأقاويله بين الإفادة الأولى والثانية خلال التحقيق، وتعارضها مع موقعه الجغرافي وفق الدراسة التي قدّمها المكتب الفنّي لمخابرات الجيش للقضاء جعلتنا نشك في صدق براءته". الشاب القريب من أهل الجاني ومن أهل المجنى عليهنّ استطاع مقارنة الوقائع "وعدم الاكتفاء بسماع تحليلات الناس الخرافية فتبيّن لي كذب حسين في أكثر من موضع رغم عدم توقيفه من قبل القضاء".
ويؤكد مصدر قضائي أن إصرار القاضية على عدم التحفّظ على المشتبه فيه في حينها وإقفالها الملف أثار حفيظة المحامي المُوكل بالدفاع عن المشتبه فيه، حتى أنه سألها في إحدى المرّات إذا ما كانت تعرف مكانهنّ وإذا ما كنّ بحماية القضاء مثلًا ولا تريد الإفصاح عن ذلك!!
لاحقاً انضمّ محامي حسين ف. إلى المجموعة التي تشكّك في براءته، وبدأت محاولة استدراجه بالكلام إلّا أن هروبه إلى سوريا أكّد المؤكّد!! يقول يوسف: "تحدّث عن إرسال إحدى الضحايا رسالة له بأنهنّ مختطفات وطلبت منه جلب مبلغ خمسة آلاف دولار إلى سوريا مقابل تحريرهنّ، ثم كذبه حول سرقة المهرّبين الذين ساعدوه للخروج من لبنان إلى سوريا بطريقة غير شرعية للمبلغ المفترض، وهاتفه الذي يحوي رقم الهاتف الذي يفترض أن تالا أرسلت منه الرسالة المزعومة أكّد لنا أنه متورّط بحادثة اختفائهن". يضيف: "هنا عمل علي شقيق حسين، وابن خالته شهيد على استدراجه للعودة إلى البلدة، بحجة أن الملف أُقفل. وعند عودته اعترف حسين لشقيقه أنه استدرج الضحايا إلى بستان عمّه حيث قتلهنّ السوري حسن غ. وساعده في دفنهن في مغارة داخل البستان. عندها تم الاتصال بالعقيد علي إسماعيل مدير مكتب مخابرات النبطية، لتنجح القوى الأمنية بالقبض عليه في اليوم التالي لعودته في بستان آخر يملكه عمّه".