لا توحي ورش تشكيل اللوائح في دائرة صيدا – جزين بأن انصهار المدينتين قد يتكرر كما حصل في انتخابات 2018. حتى الآن، ترفض قوى التمثيل الرئيسية في بوابة الجنوب التحالف مع مثيلاتها في عروس الشلال. النائب أسامة سعد استعاض عن التحالف مع عضو كتلة التنمية والتحرير إبراهيم عازار بالتحالف مع شخصيات جزينية مستقلة. أما الجماعة الإسلامية وعبد الرحمن البزري اللذان تحالفا مع التيار الوطني الحر، فاستبدلاه بشراكة صيداوية مع مستقلين جزينيين.وفي خطوة لافتة، جال النائب زياد أسود على فعاليات صيداوية أول من أمس. الجزيني الذي يواجه مشكلة جدية في المدينة، قال إنه يريد أن «يتفقد الحاجز الذي استحدث بين صيدا وجزين»، بسبب خطابه المصنف طائفياً ومناطقياً.
وكانت بعض القوى وضعت «فيتو» على التحالف مع العونيين في حال تمسكوا بترشيح أسود في لائحتهم إلى جانب سليم الخوري. خلص «النائب العقدة» بعد جلساته مع ناخبين ومرشحين وشخصيات وازنة، بأن مواقفه «تؤخذ كحجة من قبل البعض في صيدا لتبرير رفضهم التحالف مع التيار الحر وحزب الله». وفي معرض رده على الانتقادات الصيداوية لمواقفه الحادة، بررها بالرد على خطاب عالي السقف مماثل من تيار المستقبل وسواه في مهاجمة العونيين والرئيس ميشال عون. وسأل: «لماذا أصبح أنا الوحيد المتطرف وهم ليسوا كذلك؟».
مشكلة التيار في صيدا، كانت محط جولات تفاوض عدة قام بها المرشح أمل أبو زيد بتكليف من قيادة التيار، لعقد تحالفات صيداوية. لكن أبو زيد الذي لا يمثل إشكالية في المدينة كما حال أسود، لم يصل إلى نتيجة مع جميع الذين التقى بهم، من الناصريين إلى البزري إلى الجماعة الإسلامية والمرشحين المقنعين لتيار «المستقبل». حتى أسود نفسه، خلص إلى النتيجة ذاتها، معتبراً أن «هناك قراراً صيداوياً بالتركيز على التحالفات المحلية لحسابات تتعلق بإعادة جذب الجمهور أو معركة رئاسة البلدية المقبلة، لا سيما بعد اعتكاف النائب بهية الحريري عن الترشح». ما يعني أن قيادة التيار الوطني الحر مضطرة لاتخاذ قرار حاسم سريعاً لجهة التحالف مع أحد المرشحين المستقلين إلى جانب منسق التيار في المدينة المرشح عبدالله البعاصيري.
مرشحا «جو الحريري» قد يتحالفان مع مرشحة «جو القوات»


وفي هذا السياق، يتوقع أن يقوم اليوم، كل من المرشحين سعد والبزري وكميل سرحال وجميل داغر وشربل مسعد بتسجيل لائحتهم المكتملة في وزارة الداخلية بعد الانتهاء من التشاور حول تسميتها. وكان عازار سبقهم أمس، بتسجيل لائحة ثلاثية تجمعه مع المرشح عن أحد المقعدين السنيين في صيدا نبيل الزعتري والمرشح عن المقعد الكاثوليكي في جزين يوسف السكاف. أما الجماعة الإسلامية، فكثفت اجتماعاتها مع موفدين من سعد والبزري في محاولة مسبقة لمقايضة أصوات قاعدتها مقابل حصولها على تعهد منهما بدعم تسمية مرشحها لرئاسة بلدية صيدا في الانتخابات البلدية المقبلة. علماً بأن غالبية القوى الصيداوية «رفضت شرط الجماعة الإسلامية لعدم القدرة على حسم قرار كهذا منذ الآن».
وبعيداً من معركة قوى السلطة أو الخارجين منها، تنجز مجموعات «17 تشرين» والمستقلون لائحتها ببطء شديد وسط تباينات بين أفرقائها في صيدا وجزين.
أما بشأن المرشحين يوسف النقيب وحسن شمس الدين، فإن القرار لا يزال قائماً باستمرارهما في خوض المعركة. برغم كل الإشاعات عن خلافات تعصف بقاعدة تيار المستقبل والسؤال حول الموقف الحقيقي للنائبة بهية الحريري، إذ يصعب إقناع أحد بأنها لا تقف خلف ترشيحهما، علماً أنهما يؤكدان أنها لم توعز لهما بالترشح، لكنها لم توعز لهما بالانسحاب. ومشكلتهما تكمن الآن في اختيار حلفاء من منطقة جزين، خصوصاً أن عازار ذهب إلى تحالف آخر، ويصعب أن يكون هناك تعاون بينهما وبين التيار الوطني الحر، ولم يبق أمامهما سوى «القوات اللبنانية» الأمر الذي قد يتسبب لهما بخسارة نسبة كبيرة من أصوات صيدا المفترضة في صالحهما، بسبب القطيعة بين الحريري وسمير جعجع وتبعات العلاقة السيئة للغاية بين القوات وبين أهالي مدينة صيدا. ويبدو أن هناك محاولة لعقد تحالف بينهما وبين المرشحة عن المقعد الكاثوليكي في جزين غادة أيوب المحسوبة على «القوات» والتي تقول إنها تتحرك على خلفية نشاطها في فعاليات رئيسية في صيدا منها المارثون والمهرجانات الفنية، بصفتها رئيسة نادي الروتاري في المدينة.