تميل معظم جرائم القتل التي تنطوي على تقطيع جثامين الضحايا بعد الوفاة إلى جذب انتباه الجمهور وتحفيز التكهنات بشأن هوية الجاني ودوافعه. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثير الثقافة الشعبية، فهناك اتجاه غير مبرر لتلائم عمليات تقطيع الجثامين مع القتلة المتسلسلين. ومع ذلك، في كثير من الحالات يكون تقطيع الجثمان أسلوب يتّبعه المجرم لإخفاء الجثة أو تشويه ملامحها ليصبح من الصعب التعرف عليها، معتبرا ذلك طريقا آمناً للإفلات من العقاب. على العكس من ذلك، فعلى الرغم من الصعوبات التي ينطوي عليها حل قضايا القتل التي تحتوي على بقايا بشرية، الا ان المباحث العلمية اثبتت على مرّ السنين انها قادرة على حلّ الغاز تلك الجرائم وتقديم المجرمين للقضاء. ففي حالات القتل التي تنطوي على تقطيع أوصال الضحية، يمكن أن تتفاقم التحديات والصعوبات التي قد يواجهها الخبراء والمحققون بسبب التقطيع الذي حدث، على سبيل المثال، إزالة رأس ويدي الضحية لعرقلة مسار العدالة من خلال إعاقة تحديد هوية المتوفى. أضف الى ذلك، انه غالباً ما يكون المكان الذي قُتلت فيه الضحية مختلف عن مكان التقطيع وعن المكان حيث تم العثور على الأشلاء البشرية، فتعدد مسارح الجريمة يُفاقم التحديات امام المحققين. من ناحية أخرى، غالباً ما يتم العثور على أشلاء الضحية بعد وقت طويل نسبياً من تقطيعها، الأمر الذي قد يؤثر على جودة العينات وقيمتها الدلالية في المحكمة. بالإضافة الى ذلك، بسبب ندرة حدوث هذا النوع من الجرائم، هناك فجوة في المعرفة الدقيقة للتعامل مع الاشلاء البشرية وغياب بروتوكول علمي دقيق وموحد للتحقيق الجنائي في تلك الجرائم المعقدة.
المباحث العلمية طوّرت تقنيات وأساليب التحقيقات العلمية حسب اختلاف أساليب الجرائم والطرق التي يلجأ لها المجرمون لإخفاء جثامين ضحاياهم


صحيح ان البحث عن الحقيقة يكون على أساس التحقيق في مسرح الجريمة، وتشريح الجثة، والتحقيقات العلمية بما في ذلك التحاليل المخبرية النسيجية والكيميائية والجينية، الا ان المباحث العلمية قد طوّرت تقنيات وأساليب التحقيقات العلمية حسب اختلاف أساليب تلك الجرائم والطرق التي يلجأ لها المجرمون لإخفاء جثامين ضحاياهم، كتقنيات التحقيق الجنائي الرقمي والاتصالات، التطور في مجال البصمة الوراثية (الحمض النووي) و الأدلة الأثر وغيرها. مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الأساسي الذي يلعبه خبراء علم النفس الجنائيون للكشف بطريقة علمية ومنهجية عن الدوافع وراء تلك الأفعال الجرمية، كمحاولة لتفسير وتقييم الأسباب للعمل معاً لوقاية المجتمع من هذا الإجرام وتشكيل رادع قوي لكل المجرمين في المستقبل. سنستعرض بعضاً من تلك الجرائم الشنيعة، لنظهر كيف استطاعت المباحث العلمية تحقيق العدالة.

القاتل في قبضة التحليل المخبري لشظايا العظام


كان يعمل في مشرحة جامعة صنعاء حيث كان يقوم باستدراج طالبات الطب بحجة تقديم المساعدة لهن وحين يصلن إلى المشرحة كان يقتلهن خنقاً ثم يقطع أيديهن وأرجلهن ويذيبها في الأسيد، ثم يعمل على دفن بقية الأجزاء لكنه كان يحتفظ بالعظام كتذكار. وقد اعتُقل بعد اكتشاف 21 جثة فتاة في قنوات الصرف الصحي في الجامعة. واعترف بعدها بقتله 16 طالبة كما أنه اعترف بقتله 51 امرأة في اليمن والأردن والكويت ولبنان منذ عام 1975. أُعدم رمياً بالرصاص.

علامة الأدوات toolmarks الشاهد الصامت


جيفري ليونيل دامر قاتل متسلسل أمريكي قتل وقطع 17 رجلاً وصبياً. غالباً ما كان يمارس الجنس مع الضحية بعد قتلها.
كان يقتل الذكور الشباب واليافعين بصرف النظر عن جنسيتهم. معظم ضحاياه قتلهم خنقاً ثم قام بتقطيع جثثهم وسلخ جلودهم والاحتفاظ بهياكلهم العظمية أو أجزاء منها. وفي بعض الأحيان كان يحتفظ بأجزاء كاملة من الجثة ويقوم بأكلها. حين كان طفلاً كانت هوايته تشريح الحيوانات الميتة نتيجة حوادث على الطرقات، حيث يفتح أجسادها ليرى كيف سيكون شكلها من الداخل.
ألقي القبض على دامر في العام 1991 وأدين بـ 15 جريمة قتل. وفي 1994 قُتل دامرعلى يد زميله في الزنزانة ومات نتيجة إصابة بالغة في الرأس.

الحاج المسفيوي


قاتل متسلسل مغربي، مسؤول عن مقتل 36 امرأة على الأقل بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
بعد اعتقاله اعترف بقتله 36 فتاة، بغية السرقة. حيث يعمد لإعطاء مشروب مخدر للضحايا، قبل قتلهن وتقطيع رؤوسهن ودفنهن. وهكذا عُثر على 20 جثة مقطوعة الرأس في قعر بئر بدكان المسفيوي، و16 جثة بحديقة بيته المجاور للدكان.

ناديا ناصر - 2013
أقدمت بالتعاون مع ولديها وصديقهما على قتل زوجها حسين فاضل طعناً بعدما دسّت منوماً في فنجان القهوة، بحجّة أنّه يسيء معاملتها. ثمّ عمدوا إلى تقطيع جثته ورميها في نهر الشويفات.

دليل «علامة العض» الأكثر شهرة


تاد بندي قاتل متسلسل أمريكيً قام باختطاف واغتصاب وقتل العديد من الشابات والفتيات. بعد أكثر من عقد من الإنكار ، اعترف بارتكاب 30 جريمة قتل. كان يقترب عادةً من ضحاياه في الأماكن العامة ، متظاهرًا بالإصابة ، قبل أن يفقدهم الوعي ويأخذهم إلى أماكن ثانوية لاغتصابهم وخنقهم. قام بقطع رأس ما لا يقل عن 12 ضحية واحتفظ ببعض الرؤوس المقطوعة كتذكار في شقته. على الرغم من محاولاته للدفاع ، فقد أدين بوندي بارتكاب جرائم قتل ، من بين الأدلة التي أدانته هي: الشعر، ألياف الملابس، الدماء، أهمها دليل "علامة العض"، اذ كان لدى بوندي أسنان سفلية ملتوية للغاية ، حيث سمحت قوالبها بالتعرف عليها بسهولة في تحليل علامات العض. بعد محاكمة حظيت بتغطية إعلامية جيدة ، حُكم عليه بالإعدام في عام 1979 وتم تنفيذ الحكم في كرسي كهربائي في فلوريدا في عام 1989.

التحقيق الجنائي الرقمي


قتل وقطّع جثث 9 أشخاص إثر استدراجهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي في اليابان. وخزّن الجثث المقطعة لضحاياه داخل ثلاجات. الضحايا التسعة كانوا ثماني نساء ورجلاً واحداً، تتراوح أعمارهم بين 15 و 26 سنة من أصحاب الميول الانتحارية. استخدم تاكاهيرو شيراشي موقع تويتر لجذب النساء الانتحاريات إلى منزله ، قائلاً إنه يمكن أن يساعدهن على الموت. وادّعى في بعض الحالات أنه سيقتل نفسه إلى جانبهن. في 15 كانون الأول 2020 أصدرت محكمة طوكيو حكماً بإعدامه.

التحليل الكيميائي الجنائي يحل اللغز


سفاح باكستاني اعترف بالاعتداء الجنسي وقتل 100 فتى تتراوح أعمارهم بين 6 و 16 عاماً، وإذابتهم في الأسيد كطريقة لإخفاء الأدلة.
أدين وحكم عليه بالإعدام بنفس الطريقة التي قتل بها الصبية، حيث خنق أولاً ، ثم قُطِّع مئة قطعة أمام والدي الضحايا، قطعة واحدة لكل ضحية، ثم تذويبها في الأسيد. وصرح وزير الداخلية حينها معين الدين حيدر أن مثل هذه العقوبة لن يُسمح بها. وتوفي إقبال منتحرا قبل تنفيذ أي حكم عليه.

7 أفراد يتعاونون على تقطيع جثمان ممرضة جزائرية
تعود تفاصيل الحادث إلى العام 2018 عندما كانت الممرضة عائدة إلى منزلها. وعند دخولها المبنى استغل جارها غياب أفراد أسرته عن البيت، ليقوم بسحبها للداخل والاعتداء عليها، ثم قتلها شنقاً وتقطيع جسدها إلى نصفين بآلة قطع الحديد. وعند عودة عائلة الجاني إلى المنزل واكتشاف الجريمة، قامت بدورها بتقسيم الجزء السفلي من جثّة الفتاة إلى أجزاء صغيرة، ووضع كل جزء في كيس قمامة، ثم رميها والتخلص منها في أماكن متفرقة من المدينة، من أجل تضليل المحققين وإبعاد الشبهة عنهم.

آثار «انطباع الحذاء» تلقي القبض على المجرم


لويس ألفريدو جارافيتو كوبيلوس قاتل متسلسل، مغتصب ومتحرش بالأطفال. اعترف باغتصاب وتعذيب وتشويه وقتل وقطع أعناق 147 طفلاً فقيراً تتراوح أعمارهم بين 6 و16 سنة.
أدين «الوحش» في 138 من أصل 172 قضية قتل واغتصاب اتهم بها، وكان من المفترض أن يكون إجمالي أحكام هذه الجرائم 1853 سنة و9 أيام، ولكن بسبب قيود القانون الكولومبي، لا يمكن سجنه أكثر من 30 عاماً. وبما أنه ساعد السلطات في العثور على الجثث، خُفّضت عقوبته إلى 22 عاماً.

الدليل الأثر Trace Evidence اقتاد هذا القاتل الى القضاء


تشن يونغفنغ قاتل متسلسل صيني، معروف باسم الجزار، قتل وقطع أوصال 10 أشخاص، كانوا جميعهم تجار خردة من زملائه. كان تشن يستدرج ضحاياه من موقع جمع القمامة ويقتلهم في منزله، ثم يقوم بعد ذلك بتقطيع الجثث إلى قطع أصغر حيث كان يقوم بالتخلص منها عبر إلقاءها في مواقع مختلفة في جميع أنحاء المدينة. بعد القبض على تشين، جمعت الشرطة ما مجموعه 229 من أجزاء جثامين الضحايا من مكبات النفايات المختلفة. بحسب محكمة شرق الصين التي حكمت على تشن بالإعدام، كان الدافع وراء تلك الجرائم هو السرقة حيث سلب تشين ما مجموعه 10032 يوانًا من ضحاياه.

بقع الدماء تقوده للاعدام


أندريه رومانوفيتش تشيكاتيلو قاتل متسلسل سوفيتي، وآكل لحوم بشر، اعتدى جنسياً وقتل وشوَّه ما لا يقل عن اثنتين وخمسين امرأة وطفلاً بين عامي 1978 و 1990 في روسيا السوفياتية وأوكرانيا وأوزبكستان. اعترف تشيكاتيلو بما مجموعه 56 جريمة قتل.
وفي 14 شباط 1994، اقتيد تشيكاتيلو من زنزانته إلى غرفة عازلة للصوت في سجن نوفوتشيركاس وأُعدم برصاصة واحدة خلف الأذن اليمنى.

الأديب السفاح - 1948 و1949
فيكتور عواد ارتكب أغلب جرائمه في منطقة الجميزة، إذ أقدم على ذبح سيدة من آل نجار ويقال إنه قطع رأسها وخبأه في خزانة المؤن. ثم قتل ابن عمه بهدف السرقة. ألقي القبض عليه بعد قتل إميلي عنطوري بهدف السرقة أيضاً.أعدم عام 1949 بتدخل شخصي من رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح لتهدئة الشارع اللبناني.


دوافع تقطيع جثامين الضحايا
■ تسهيلاً لنقل وإخفاء الجثة.
■ إخفاء معالم الجريمة والأدلة.
■ تشويه معالم الضحية: تصعيب التعرف عليها.
■ للحفاظ على أجزاء الجسم كتذكار .
■ وجود دافع عاطفي عدواني تجاه الضحية.
■ الشهوة والدوافع السادية والجنسية.
■ الهلوسة السمعية والبصرية والعقلية بسبب المخدرات أو بعض الأمراض العقلية والنفسية.
■ لتناول اللحم البشري (Cannibalism).
■ لإرسال رسالة تحذير أو تهديد للآخرين.