أولى رسائل الرئيس «المعتزل» إلى الرئيس السابق، بعدم الرضى عن الحركة التي يقودها ومحاولاته استقطاب الكوادر المستقبلية، كانت قبول استقالة النائب السابق مصطفى علوش من منصبه نائباً لرئيس التيار، بعد حملة مستقبلية واسعة ضده لتنسيقه مع السنيورة. رغم ذلك، يُصر الأخير على استكمال ما بدأه، ما زاد من غضب الحريري الذي أشار مقربون منه إلى «إمكان أن يذهب إلى خيار مطالبة السنّة بمقاطعة الانتخابات»، للردّ على تمرّد الرئيس السابق وكل من يريد من المستقبليين الخروج عن طوعه.
الحريري قد يدعو السنة إلى المقاطعة ردا على «التمرد»
بحسب مصادر متابعة، مهمة السنيورة لا تبدو سهلة. صحيح أن تحالفه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بات شبه محسوم في بيروت. لكنه يواجه إخفاقات، كما في «الشمال الأولى» (عكار) التي حسمت أمرها أمس بـ«الوفاء» للحريري، وكذلك في «بيروت الثانية» التي كان يفاوض القاضي نواف سلام على الترشح فيها، قبل أن ينفي الأخير أمس، على حسابه على «تويتر»، «إمكانية المساومة على مبادئي ومواقفي»، معلناً أن «قراري هو عدم الترشح إلى الانتخابات النيابية، لأنني لست من الساعين إلى كرسي في البرلمان»... وهو ما قد يدفع السنيورة إلى أخذ الأمور بيده وترشيح نفسه في بيروت.
وفيما تؤكد مصادر أنه «لا يبدو أن هناك حركة عربية داعمة لتحرك السنيورة، أقلّه حتى اللحظة»، كما ظهر عقب زيارته لباريس في اليومين الماضيين، والتي التقى خلالها مسؤولاً سعودياً رفيعاً، كان لافتاً ما أشار إليه موقع «صوت بيروت إنترناشيونال» التابع لبهاء الحريري أمس، بأن «مهمة إعادة ترتيب البيت السنّي السيادي الرافض لدور حزب الله وإيران في لبنان تمهيداً لخوض الانتخابات النيابية، والتي يقودها السنيورة قد أنجزت». ونقل الموقع عن مصادر سياسية «أن المسار الذي سيتم اعتماده لترجمة قرار المواجهة لا الانسحاب، قد تم الاتفاق عليه، على أن تتوضح الأمور أكثر خلال اليومين المقبلين. وأن العامل الأبرز الذي ساهم بحسم الأمور كان جرعة دعم تلقاها السنيورة خلال لقاء جمعه بمسؤول سعودي في باريس». وبحسب الموقع نفسه، فإن «السنيورة جهّز أوراقه لتقديم ترشحه للانتخابات».