منذ 17 آب 2020، لم يتوقف البطريرك الماروني بشارة الراعي عن الدعوة إلى «حياد لبنان» المرتكز على عدم دخوله «قطعياً في أحلافٍ ومحاور وصراعات سياسية وحروب، إقليمياً ودولياً». إلا أن الراعي «المحايد» شجب أمس «ما يحصل في ​أوكرانيا​» و«قتل الضحايا البريئة، وتهجير شعب آمن، وافتعال جرحى ومعوّقين، وهدم الإنجازات، وإفقار المواطنين، وزرع الرعب في قلوب الأطفال»، موضحاً أن «الحياد الذي ننادي به ليس منزوع القلب والشعورِ والوجدان، وليس ضدَ حقوقِ الإنسانِ والشعوبِ في تقريرِ مصيرها، وليس ضدّ القوانين الدولية».
(هيثم الموسوي)

يريد الراعي تحييد لبنان عن الصراع مع إسرائيل التي تحتل جزءاً من أراضيه وتهدد بالعدوان عليه ونهب ثرواته النفطية، ويتماهى مع دعاة نزع سلاح المقاومة المتورطين في أجندات إقليمية ودولية، ويأخذ على شريحة كبيرة من اللبنانيين تعاطفها مع ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحشي مخالف لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية، باعتبار أن ذلك يدخل لبنان «خلافاً لطبيعته وهويته، في قضايا دولية وإقليمية وتحالفات ونزاعات وحروب»، وصولاً إلى حد المطالبة باستقالة وزير بسبب تصريح «مسيء» للسعودية. إلا أنه، أمس، غادر مربع الحياد في ما يتعلق بالصراع الغربي مع روسيا الذي يدور على أرض أوكرانيا، معلناً بوضوح انحيازه إلى المحور الغربي، وصولاً إلى خلعه صفة الحياد على دول الناتو بإعلانه أن «جميع الدول المحايدة في العالم سارعت واتخذت موقفاً مؤيّداً لاستقلال دولة أوكرانيا وحريّة شعبها».
«يا مرائي! أخرج أولاً الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى الذي في عين أخيك» (إنجيل القديس لوقا).