تعيش المنية (دائرة الشمال الثانية) ركوداً انتخابياً على عكس كل الاستحقاقات السابقة عندما كانت المدينة «تغلي» قبل أشهر من موعد الانتخابات.منذ عام 2005، عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري، شكّلت المنية في كل انتخابات رافعة كبيرة لتيار المستقبل، وكان الرئيس «المعتزل» سعد الحريري يحرص على زيارتها قبل أسبوع من موعد الاستحقاق، يجول في شوارعها ويزور بيوتها، وينهي جولته بمهرجان خطابي يدعو فيه أهاليها إلى التصويت لتيار المستقبل «زي ما هيي».
سابقاً، كان الطامحون بالمقعد النيابي المحسوبون على تيار المستقبل كثراً (نحو 10)، يتنافسون في ما بينهم على نيل حظوة «بيت الوسط». لكن، فور إعلان الحريري اسم المرشّح عن التيار الأزرق، سرعان ما كانت الأمور تهدأ ويلتزم الجميع التصويت لسعيد الحظ.
في «المعركة» المقبلة يبدو المشهد مختلفاً كلياً، بعدما «علّق» الحريري مشاركته وتياره في الحياة السياسية، وطلب من المرشحين عدم استخدام اسمه أو اسم المستقبل. لذلك، فإن المرشح المحسوب «سراً» على التيار الأزرق لن يحصل على دعم منافسيه، وبالتالي ستطفو إلى السطح، الصراعات الداخلية بين المرشحين المحسوبين على التيار، بشكل علني هذه المرة، ما يجعل المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات. ومع غياب تيار المستقبل، فإن الكلمة الفصل للعائلات. وسترتكز المنافسة المحصورة بين عائلتَي الخير وعلم الدين على خطة تشتيت الأصوات عبر ترشح أكثر من شخص من العائلتين. علماً أن هناك نحو 5 مرشحين من عائلة الخير، سيقصي القانون الانتخابي أكثرهم لعدم تمكنهم من الانضمام إلى لوائح.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن هناك توجّهاً لدى نائب المدينة عثمان علم الدين إلى إعادة إحياء لائحة عام 2018 المحسوبة على تيار المستقبل، إلى جانب نائب الضنية سامي فتفت والمرشح كريم كبّارة (نجل نائب طرابلس محمد كبّارة). وعلى المقلب الآخر، تشير الترجيحات إلى أن النائب السابق كاظم الخير قد يعيد تحالفه مع الرئيس نجيب ميقاتي، فيما علمت «الأخبار» أن التواصل قائم مع النائب جهاد الصمد في حال قرّر الأخير الانضمام إلى لائحة ميقاتي.
أما المرشح المحسوب على فريق 8 آذار كمال الخير، الذي تم استبعاده عن لائحة النائب فيصل كرامي في انتخابات 2018، فتشير معلومات إلى التوصل الى شبه اتفاق لانضمامه إلى كرامي. وفي حال صحت هذه المعلومات، فان ذلك يقوّي فرص انضمام الصمد إلى لائحة ميقاتي بعدما أعلن سابقاً أنه لن يترشح على لائحة تضم كمال الخير والتيار الوطني الحر. علماً أن انفراط تحالف الصمد - كرامي قد يؤدي الى تشتت أصوات 8 آذار في المنية، بين الصمد وكمال الخير.
في المقابل، يعمل عدد من مكوّنات المجتمع المدني على تشكيل لائحة رابعة، ويبرز ترشيح الدكتور محمد زريقة عن حركة «مواطنون ومواطنات»، فيما لم تعلن «قوى الثورة» أياً من مرشحيها بعد. علماً أنه لا يتوقع أن تشكّل هذه اللائحة أي خطر يُذكر على مرشحي اللوائح الأولى كون المنية ترتكز في انتخاباتها على الاصطفافات العائلية أولاً.


انتخابات 2018 بالأرقام
في عودة إلى إحصاءات انتخابات 2018، بلغ عدد الناخبين 44,466، وعدد المقترعين22,327 أي ما نسبته 50,21%. وقد حاز تيار المستقبل على 10590 صوتاً، حصد منها النائب الحالي عثمان علم الدين 10221 صوتاً، فيما نال تيار العزم 7130 صوتاً نال منها مرشحه النائب السابق كاظم الخير 6754 صوتاً. ونال المرشح كمال الخير الذي تحالف مع التيار الوطني الحر 2182 صوتاً، والمرشح وليد المصري على لائحة اللواء أشرف ريفي 344 صوتاً فيما نال عادل زريقة المرشح على لائحة كرامي- الصمد 494 صوتاً، فيما حاز مرشح المجتمع المدني 21 صوتاً فقط.