زيادات خيالية على الأقساط ضمّنتها إدارات مدارس خاصة لموازناتها هذا العام، ساعية مرة جديدة إلى وضع الأهالي في مواجهة المعلمين. بعد مفاوضات ماراتونية، أمس، بين إدارة المدرسة الإنجيلية ــــ النبطية ولجنة الأهل من جهة، ولجنة المعلمين من جهة أخرى، وقّعت لجنة الأهل على موازنة المدرسة للعام 2022 بعدما وافقت على زيادة 3 ملايين ونصف مليون ليرة على قسط كل تلميذ، تذهب منها 3 ملايين ليرة للسينودس الذي تتبع له المدرسة، و500 ألف ليرة مساعدة اجتماعية لنحو 70 أستاذاً (175 مليون ليرة لمدة 5 أشهر المتبقية من العام الدراسي)، علماً بأن 1445 تلميذاً يدفعون الأقساط، ما يعني أن المبلغ الإجمالي الذي سيدفعه الأهالي للمعلمين فقط هو 720 مليون ليرة.المدرسة تعهدت للجنة الأهل بعودة المعلمين إلى الصفوف اليوم بعدما أعلنوا إضراباً، ابتداء من اليوم، ولأجل غير مسمى. لكن عضو اللجنة الممثلة للأسرة التعليمية علي شكر قال لـ«الأخبار» إن التفاوض حصل بين إدارة المدرسة ولجنة الأهل و«أبلغونا بالنتائج التي سنرفعها إلى الهيئة التعليمية غداً (اليوم) لنناقشها ونقرر مصير الإضراب». وأوضح أن الهيئة التعليمية أنجزت امتحانات الفصل الأول، من دون أي زيادة على الرواتب، لتقبل بعد ذلك بمساعدة تساوي 500 ألف ليرة شهرياً، قبل أن تفاجأ الأسبوع الماضي ببريد إلكتروني من إدارة المدرسة تبلغ المعلمين أنها لن تدفع رواتب شهر شباط لعدم وجود سيولة.
وكان رئيس المدرسة شادي الحجار قد أبلغ الأهالي، قبل يومين، عبر رسالة نصية، أن «الصفوف التعليمية لجميع التلامذة ستكون معطلة من يوم الثلاثاء 15 شباط حتى إشعار آخر، بسبب إعلان المعلمين إضراباً مفتوحاً».
وقبل الوصول إلى الاتفاق، كانت هناك روايتان حول حقيقة «الزودة» وربطها بإضراب المعلمين، علماً بأن هناك علامات استفهام حول التهديد بقطع الرواتب قبل 15 يوماً من نهاية الشهر، باعتبار أن المدرسة قد تتقاضى خلال هذه الفترة أقساطاً من ذوي التلامذة.
نائب رئيس لجنة الأهل، محمود حمود، روى أن المدرسة أصرّت على زيادة 4 ملايين و700 ألف ليرة بنسبة تتجاوز 100 في المئة، فيما رأت اللجنة أن الزيادة المنطقية لا يجب أن تتجاوز 3 ملايين ليرة، بسبب خفض أيام التعليم والتعطيل بسبب كورونا، ما أدى إلى تدني المصاريف التشغيلية. وبحسب حمود، «أكدت اللجنة استعدادها للتوقيع على زيادة 3 ملايين فوراً وتجنيب التلامذة ضياع العام الدراسي، فاقترحت المدرسة 4 ملايين و700 ألف، على أن يدفع الأهل 3 ملايين هذا العام، ويبدأ العام المقبل بزيادة مليون و700 ألف على الأقساط. وعندما طرحت اللجنة زيادة 500 ألف للمعلمين مقابل القبول بزيادة الـ 4 ملايين و700 ألف، قوبل الاقتراح بالرفض من الإدارة».
اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة أشار في بيان إلى أن إدارة المدرسة ضغطت على المعلمين وألزمتهم بالإضراب بحجة تأمين رواتبهم.
في المقابل، دافع المسؤول الإعلامي في المدرسة جميل المعلم عن موقف الإدارة، مشيراً إلى «أننا توصلنا إلى حل يرضي الجميع وسيعود التلامذة إلى صفوفهم فوراً».