احتضن ثرى صيدا أمس توفيق عسيران أحد أركان بوابة الجنوب في السياسة والعمل الاجتماعي. رافق الشهيد معروف سعد ثم ولديه مصطفى وأسامة. وبغيابه، يغيب جزء من تاريخ صيدا الوطني. لكن بصماته باقية كأقانيم ثلاثة: المبدئية والثبات والوفاء.رافق معروف سعد خلال زيارته للرئيس جمال عبد الناصر بعد الزلزال الذي ضرب صيدا عام 1956. وفي ثورة 1958، كان قاضي انضباط الثوار ضد حكم الرئيس كميل شمعون، فحكم على أحد الثوار بالسجن يومين عقاباً له على إطلاق رصاصتين في الهواء لترويع مواطن أعاق حركة الثوار على متراسهم المحاذي لجامع البحر. خلال رئاسة معروف سعد لبلدية صيدا، كان «أبو عزيز» مرافقه الدائم في «كبساته» المفاجئة في أنصاف الليالي على الأفران والمحال لضبط الغش ومراقبة الأسعار.


عقب استشهاد معروف سعد، ومع استعار الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، شكل «أبو عزيز» الوعي السياسي للجيل الذي خرج منه المقاتل والمقاوم ومحرر الأرض والمناضل الاجتماعي. بعد معروف، أكمل عسيران دوره مع مصطفى سعد. أثناء الاحتلال الإسرائيلي لصيدا، مثّل الوجه المدني للمقاومة التي ترأسها سعد، وكان بريد رسائله السرية لقيادات الجنوب المقاوم. كبر الصيداويون على أبو عزيز خطيباً مفوّهاً لم تحد عيناه، من خلف نظارته السميكة، عن فلسطين. كان رئيساً للجنة تخليد الشهيد معروف سعد، ورئيساً دائماً للماكينة الانتخابية للبيت الوطني وسكرتير اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري والمشرف على اللجان الشعبية في صيدا. شخصية محببة مرحة تخفي ثقافة شعبية ومعرفة بأحوال الناس. من أوائل مؤسسي الجمعيات الأهلية (غير المشبوهة التمويل) التي تعنى بالناس.