غابت القضية عن الإعلام حتى ظنّ البعض بأنها تعرّضت لـ«اللفلفة» كما يجري في أغلب الأحيان. لكن الطالبات وعائلاتهن صمدوا أمام الضغوط الحزبية والاجتماعية، فيما تبنّى مرعب القضية وعكف على جمع الأدلّة وإفادات الشهود ليقدّمها اليوم إلى محكمة الجنايات، لتصبح الأولى من نوعها أمام القضاء بعد إقرار قانون التحرش الجنسي في مجلس النواب عام 2020.
الأستاذ المتهم بالتحرش اختفى عن الأنظار في طرابلس وأقفل هاتفه منذ قرار وزارة التربية والتعليم العالي وقفه عن العمل مع مدير الثانوية م. ح. في السادس من كانون الأول الماضي. حينها، نفذت الطالبات اعتصاماً أمام الثانوية لمنع أيّ محاولة للتغطية على القضية. ورغم إبراز الطالبات رسائل صوتية ونصيّة تثبت قيامه بالتحرش الجنسي والابتزاز، إلا أن الأستاذ نفى «الافتراءات» لأنه «آدمي ومحبوب» كما قال في تصريح تلفزيوني.
المفتشية العامة فتحت تحقيقاً مع الأستاذ المتهم بالتحرش، ومع المدير المتهم بالتقصير. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن التحقيق «وصل إلى خواتيمه». فيما تقدمت الطالبات وعائلاتهن بشكوى أمام مخفر أبي سمراء. لكن الأستاذ لم يحضر أياً من جلسات التحقيق لأنه «لم يتبلّغ لا لصقاً ولا عبر الهاتف» بحسب المصادر.
وكيل المدّعيات: لدينا أدلّة تثبت تورّط الأستاذ باستغلال وظيفته الرسميّة
مرعب أكد لـ«الأخبار» أن «الدعوى غنية بالشهود وتتضمن أدلّة تثبت تورط الأستاذ باستغلال وظيفته الرسمية». ولفت إلى «مساهمة كبيرة لنقابة المحامين في طرابلس التي ألغت الرسوم المتوجبة على تقديم الدعوى وخصصت غرفة في مقر النقابة لاستقبال الفتيات للإدلاء بشهادتهن بدلاً من أروقة المخافر». لكنه توقف عند «غياب أي جهة تبرعت بتقديم الدعم النفسي لهن». وطالب وزارة التربية بـ«إخضاع الأساتذة لدورات تثقيفية وتقييم وضعهم نفسياً قبل تسلّم مهام عملهم لأن عملهم يندرج في بناء الأجيال المقبلة».