يترقّب اللبنانيون صدور جدول أسعار المحروقات غداً الأربعاء، الذي سيشهد ارتفاعاً حتميّاً ربطاً بتخطّي سعر صرف الدولار الأميركي سقف الثلاثين ألف ليرة لبنانية، ما سيعني مزيداً من الارتفاع في كلفة التّنقّل والتّيار الكهربائي والتّدفئة والطّهي، بالتّالي مزيداً من الاستنزاف للمداخيل، التي ما عادت تكفي لشيء.
وبيّن ممثل موزعي المحروقات، فادي أبو شقرا، أنه «منذ صدور آخر جدول لأسعار المحروقات الثلاثاء الفائت، تُوزّع البضائع على أساس 15% بالدولار على سعر 28,000 ليرة، بينما تجاوز سعر صرف الدولار 31 ألفاً».

وفيما نبّه إلى أن «هذا الأمر تدمير وإفلاس للمؤسسات والموزعين وأصحاب المحطات، وكذلك للمواطن اللبناني الذي يموت كل يوم مئة مرّة بسبب غلاء الأسعار»، طالب أبو شقرا في حديث لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»، المسؤولين وخصوصاً حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، بـ«التدخل السريع لوقف ارتفاع سعر صرف الدولار».

وتُباع صفيحة البنزين (95 أوكتان) اليوم بسعر 351,400 ليرة، فيما تُباع صفيحة المازوت بسعر 360,400 ليرة وقارورة الغاز بسعر 319,300 ليرة.

وحقّق سعر صرف الدولار، أساساً، هذه القفزة القياسية، متجاوزاً سقف الثلاثين ألف ليرة، بعد تدخل سلامة بإصداره التعميم 161. وبات المستفيدون من التعميم 161 يقصدون السوق الحرّة لبيع دولاراتهم التي تقاضوها من المصرف، وفق سعر «منصة صيرفة»، ما زاد الطلب على الدولار، بالتالي رفع سعره مقابل الليرة.

وفيما أيّد أبو شقرا مطالب «اتحادات ونقابات النقل البري»، وأبرزها دعم سعر صفيحة البنزين للسائقين العموميين، أعلن أن موزعي المحروقات سيتوقفون عن التوزيع الخميس المقبل، بالتزامن مع التحرك الذي ستقوم بها الاتحادات والنقابات، احتجاجاً على عدم إيفاء الحكومة بالوعود التي قطعتها لهم.

ومن المنتظر أن يشهد الخميس المقبل تحركاً لقطاع النقل البري في المناطق كافة، وهو «لن يكون يوماً عادياً لناحية الغضب الذي سيُعبّر عنه السائقون نتيجة أوضاعهم المعيشيّة الصعبة»، وفق رئيس الاتحادات والنقابات، بسام طليس، الذي بيّن أن «الإضراب لن يكون لساعات، إنّما هو مفتوح إلى حين تحقيق مطالب السّائقين».