أمس، أعلنت مجموعة من الأساتذة الثانويين «عدم القدرة على تحمل ظروف العمل القاهرة واستحالة العودة، الاثنين، إلى الثانويات، بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة، وخسارة نسبة مئوية ملحوظة من راتبهم نتيجة الارتفاع اليومي أو الأسبوعي في أسعار السلع والحاجات الضرورية (غذاء، تدفئة، مواصلات، كهرباء، طبابة، الخ)».
وزير التربية مصر على العودة إلى التعليم الحضوري
وأكدت المجموعة، «جبراً لا طوعاً»، مقاطعتها للتعليم، داعية «الأساتذة المتضررين من كل المشارب والانتماءات للانضمام إلى الاعتصام المركزي الذي تنفذه أمام وزارة التربية، عند العاشرة صباحاً، وإلى اعتصامات مناطقية في التوقيت نفسه». ورفض الأساتذة تحميلهم مسؤولية تعثر العام الدراسي وفشله، في ظل المعوقات الواقعية لاستمرار التعليم، وفي وقت يجب أن تتحمل الوزارة مسؤولية مواجهتها.
وفيما لم تصدر الروابط الرسمية للأساتذة والمعلمين أي موقف حتى الآن حول مصير الإضراب الذي بدأته قبيل عطلة الأعياد، أشار التيار النقابي المستقل في بيان إلى «واقع مأزوم يبرز فيه صمت نقابي وسعي للتحالفات والمحاصصات، ويكمله تعنت وزاري بفتح المدارس على رغم تفشي الوباء بمسمياته المتنوعة وتضاعف حالات الإصابة، وتدهور العملة الوطنية وارتفاع أسعار الوقود، وغياب التغطية الصحية عملياً للأساتذة في الملاك، وحكماً للمتعاقدين»، رافضاً المسّ بصحة الأساتذة والتلامذة وكل من تطاولهم العدوى من الأهالي. وطالب الأساتذة بـ«مقاطعة العودة المحفوفة بالمخاطر الصحية وفي ظل تدهور قيمة الراتب، من خلال استفتاءات تجرى في كل ثانوية أو وحدة تربوية».
وكان الأساتذة فوجئوا أمس برسالة إلكترونية من مديرية التعليم الثانوي إلى مديري الثانويات تطلب فيها إبلاغ الأساتذة عبر مجموعات «واتس أب» الخاصة بكل ثانوية عدم التصريح لأي وسيلة إعلامية إلا بعد الحصول على إذن خطي من المديرية تحت طائلة المساءلة القانونية.
هذا التدبير وضعه التيار النقابي المستقل في خانة «كم الأفواه، بهدف تمرير الجرائم بحق الناس عموماً والأساتذة خصوصاً، ووسط صمت مطبق من هيئة التنسيق النقابية».