لم تستطع أي جهة أن تعلن فوزها في انتخابات نقابة الصيادلة. هذه النقطة هي محور ما جرى أول من أمس، إذ كسر «العرف» مرتين: أولاهما عدم وصول لائحة مكتملة أو شبه مكتملة إلى مجلس النقابة، وثانيتهما خرق عرفٍ متبعٍ بانتخاب مجلس نقابة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. هذه المرة، انتخب الصيادلة لائحة هي «كوكتيل» من 3 لوائح كانت تخوض الانتخابات، وأوصلوا إلى المجلس 8 مسلمين و4 مسيحيين، وهي «سابقة» بالنسبة للبعض.كيف وصلت هذه «التشكيلة»، وهل تعدّ علامة فارقة في انتخابات نقابة الصيادلة؟ ليس الجواب واحداً على تلك التساؤلات، فلكل طرفٍ قراءته، وإن كان البعض يفترض العودة إلى البداية: إلى تشكيل اللوائح. فقد خاض الصيادلة انتخاباتهم بـ4 لوائح، على عكس كل المرات السابقة التي كانت تنحصر بلائحتين. ثلاث من اللوائح (نقابتي سندي والصيادلة ينتفضون ونحو نقابة مستقلة) خاضت المعركة تحت عنوان «الاستقلالية»، ودخلت الرابعة (الضمير المهني) الانتخابات مدعومة بتحالف حزبي (حزب الله وأمل والمستقبل).
لكن، لم تطابق حسابات الصيادلة بيدر الانتخابات. وفق المتابعين، «كانت اللوائح مستقلة نظرياً ومخترقة حزبياً، إذ لم تنج أي منها من وجود حزبي». في المرحلة الأولى، دعم حزب الله وأمل والمستقبل لائحة «الضمير المهني» التي «ضمت حزبيين باستثناء حزب الله الذي كان داعماً للائحة من دون أن يكون له مرشح فيها»، فيما دعم التيار الوطني الحر لائحة «نقابتي سندي» التي يرأسها الكتائبي «السابق» جو سلوم (حظي بدعم الكتائب أيضاً). أما «المنتفضون»، وغالبيتهم من الشباب الذين ينتخبون للمرة الأولى، فدعموا لائحة «الصيادلة ينتفضون» التي لم تخل أيضاً من حزبيين، فيما دعم حزب القوات منتسبيه حيث كانوا.
لم تكن التحالفات في الجولة الأولى مبنية على أساس برامج انتخابية أو لوائح كاملة، وإنما على مقاس «المعرفة ببعض الأشخاص»، وهو ما بدا واضحاً في «التشطيب». أما في المرحلة الثانية، فقد انقلبت بعض الأحزاب على اللوائح التي دعمتها انطلاقاً من خسارة أعضائها في تلك اللوائح. كان ثمة يقين لدى البعض، كالتيار الوطني الحر و«مناصري» حزب الله أنه كان «هناك اتفاق تحت الطاولة بين البعض»، ما أدى إلى عدول التيار عن دعم سلوم لمركز النقيب لمصلحة فرج سعاده، مرشح «الصيادلة ينتفضون»، وسير حليفه حزب الله في الاتجاه نفسه، فيما آثر المستقبل وأمل اللذين فاز لهما أربعة مرشحين دعم سلوم «الذي كان قد فاز بـ6 مقاعد من أصل 10 في مجلس النقابة».
بغض النظر عن تركيبة التحالفات، إلا أن ما حدث في انتخابات نقابة الصيادلة يفهم كالتالي:
في الجولة الأولى، أخفق حزب الله تحديداً حيث نجح الآخرون، وذلك لعاملين أساسيين: أولهما أن «السير بنقيب من الطاقم القديم لم يكن موفقاً»، ما اعتبر «تحالفاً غير شعبوي، إذ إن القاعدة الصيدلانية، وتحديداً لدى الحزب، لم تكن موافقة على هذا الدعم بدليل أنه من أصل 1350 شيعياً اقترعوا لم يحصل زياد نصور المرشح لمركز النقيب على أكثر من ثلث الأصوات».
أثبتت الجولة الثانية أنه على رغم خوض معظم اللوائح الانتخابات «مستقلة»، إلا أن الثابت أن «أي نقيب لم يكن ليصل لولا تحالف الأحزاب».
أما في ما يخص الأصوات التغييرية، فلم تكن «علامة فارقة»، إذ لم تستطع أن تكون «ندّاً» للأحزاب، ولم تتمكن من إيصال لائحة مكتملة.