لم يدم اتفاق الدمج بين منصّتَي «نحو الوطن» و«كلنا إرادة» سوى أيام قليلة قبل أن ينفجر الخلاف بينهما، وخصوصاً بعد انتخاب الرئيس التنفيذي لـ«كلنا إرادة» ألبير كوستانيان مقرراً للمنصة المدموجة.صباح أمس، تقدّم كل من رئيس مجموعة «نحو الوطن» علي عبد اللطيف وعضو اللجنة التوجيهية رندلى بيضون ومسؤولة الماكينة الانتخابية شانتال سركيس وكل الفريق العامل معها باستقالتهم من هذا الدمج. وعمد هؤلاء الى إبلاغ العاملين معهم أنهم في صدد الانفصال عن «كلنا إرادة» والعودة الى العمل في الانتخابات النيابية بشكل منفرد وتحت اسم «نحو الوطن» لأن الاسم ملك لهم. مع الإشارة الى أن المجموعة الرافضة للدمج قررت تحمل عواقب خطوتها على شكل قطع للتمويل من قبل جهات مانحة في الخارج، سواء كانت دولاً أو شخصيات، وهو ما دفع موظفين معهم الى إبداء الاستعداد للعمل مجاناً الى حين إيجاد المؤسّسين وسيلة أخرى لاستمالة الأموال.
الخلاف الرئيسي بين الطرفين تركز على أمرين:
الأول إداري ــــ مالي، يتعلق بإدارة العملية التفصيلية، وخصوصاً الشق المتعلق بكيفية توزيع الأموال، إذ إن الحديث كان يدور عن فريق كبير من العاملين كمفاتيح انتخابية ومنظمي التواصل وإدارة العلاقات وتوفير النفقات التشغيلية، وهو ما كان كثيرون يعتقدون أنه سيستهلك 40% من الموازنة، على أن ينفق الجزء المتبقي على الحملات المباشرة للمرشحين الذين ينضوون ضمن لوائحهم.
افتراق المنصّتين سيؤثّر بشكل مباشر على وحدة المجموعات


والثاني سياسي، ويتعلق بموقف مجموعة «نحو الوطن» المتشدد حيال عدم التحالف مع أي ممثل لحزب يعتبر جزءاً من المنظومة المتعاقبة على السلطة، ولا سيما حزب الكتائب برئاسة سامي الجميل وحركة الاستقلال برئاسة ميشال معوض. وتتهم المجموعة كوستانيان بخوض معركة لتسهيل أمور حزب الكتائب، وأنه كان من أشد المتحمسين لعقد التحالف مع الجميل ومعوض وآخرين، وهو ما ترفضه «نحو الوطن» التي تصرّ على أن مثل هذه التحالفات ستتسبب بخسارة كل مرشحيها في الانتخابات النيابية.
اللافت هنا، أن الفريق السياسي الذي يدير العملية من خلف الكواليس، أعلن تفهمه لوجهة «كلنا إرادة». وأعلن ممولون لبنانيون وغير لبنانيين دعمهم لفكرة دمج المنصتين، والبحث العملاني في الاستراتيجية الانتخابية الأفضل التي تضمن الحصول على ثلث أعضاء المجلس النيابي. لكن كوستانيان أعلن الإصرار على التحالف مع الكتائب ومعوّض، فيما تتمسك «نحو الوطن» بالسبب الرئيسي لإنشاء منصتها، وهو «تأمين أكبر تحالف للقوى التغييرية، ورفض أي ممثلين للأحزاب السياسية التي سبق أن مثلت السلطة لأعوام وتدّعي اليوم تمثيل الشارع المعارض».
افتراق المنصتين سيؤثر بشكل مباشر على وحدة المجموعات وسيشتّتها بين مؤيد لهذا وذاك، ما يعني فعلياً المسّ بالشرط الرئيسي للجهات المموّلة، أي تشكيل لائحة واحدة في كل لبنان. وفيما كان من المقرر أن يقدّم كل من «كلنا إرادة» و«نحو الوطن» تدريباً للنساء المرشحات الى الانتخابات وطروحات حول كيفية إدارة الحملة خلال مخيم تدريبي للنساء في برمانا يبدأ نهار غد ويستمر يومين، تمّ استبدال الفقرة التي كان عبد اللطيف موكلاً بها وتكليف الصحافي في جريدة «النهار» غسان حجار الحلول مكانه.