تضج زحلة بما يجري مع الأخوين مارون وإبراهيم الصقر. الأخير يعرف عنه عمله في مجال المحروقات. وهو لم يتوقف عن نشاطه في كل السنوات السابقة وعمل مع المقربين من الرئيس الراحل الياس الهراوي. وكان يجري التعامل معه على أنه من «قبضايات» المنطقة. لكنه لم يكن يخفي ميوله إلى القوات اللبنانية التي عاد والتحق بصفوفها بعد خروج سمير جعجع من السجن.برغم الخلافات التي وقعت بين الإخوة على المصالح المالية، وتسوية الأمور بطرق مختلفة. إلا أن الأخوين اشتهرا بالعمل على تجيير نسبة لا باس بها من الأصوات لمصلحة القوات اللبنانية. ويتهم خصوم القوات آل الصقر بأنهم واجهة أعمال للقوات ليس أكثر. لكن البارز في الأمر أنه خلال التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية في الشهور الماضية على خلفية تخزين المواد المدعومة، تبين أن مستودعات تعود لآل صقر بينها ما كان موجوداً قرب مطار رياق، حوت على مواد كثيرة من بينها الغاز والبنزين والمازوت، إضافة إلى العلف والأسمدة الزراعية والنيترات. وأنه حصل في مرات عدة أن تعهد الصقر ببيع المواد بسعرها الأساسي، بينما صادر الجيش في إحدى المداهمات كميات كبيرة من الغاز واشتراها لمصلحة المؤسسة العسكرية.
لكن وجهة التحقيقات لم تكن تركز على وجود مواد ممنوعة، بل على احتمال وجود شبهة الاحتكار، خصوصاً أن منافسين للأخوين الصقر يتهمون قوى سياسية نافذة بالتدخل لمصلحتهما بالحصول حصراً على المواد المدعومة في المجال الزراعي دون غيرهما. وقد وردت الشكاوى بعدما قال مزارعون إنهم اشتروا تلك المواد بالدولار الأميركي الطازج وليس بالسعر المدعوم.
صحيح أن الوضعية العامة للأخوين الصقر لا تسمح بشن معركة سياسية كبيرة. إلا أن انزعاج القوات اللبنانية جاء على خلفية الوضع المستجد في زحلة بعد قرار النائب سيزار معلوف الخروج من كتلة الجمهورية القوية على خلفية موقفه الداعم لقيام حزب الله باستجرار المازوت من إيران. ويبدي القواتيون خشية من كون تعطيل أعمال الأخوين الصقر سيتسبب بمشكلة في حشد الأصوات الانتخابية، لأنهما كانا يتعهدان الحصول على أصوات عرب الفاعور الذين جنسوا مطلع التسعينيات وسجلوا في قيود المدينة وجوارها. بينما يملك المعلوف قوة تجييرية لا بأس بها. ويجري ذلك وسط حملة إعلامية جعلت قسماً كبيراً من المستقلين يعبرون عن استيائهم من «القوات» التي اضطرت إلى إصدار قرار بتجميد عضوية الأخوين الصقر في صفوفها، وهو ما أعلن عنه قائد القوات سمير جعجع شخصياً، قائلاً إن التجميد مستمر إلى حين صدور نتائج التحقيقات.
إضافة إلى ذلك، فإن مشكلة صارت تواجه المقربين من القوات الذين يحظون بميزة الحصول قبل غيرهم على مواد الغاز والبنزين والمازوت في المنطقة، وسط تعاظم حالة الطلب للمازوت الإيراني من قبل مؤسسات زحلية بينها ما يتبع للكنيسة، خصوصاً على أبواب فصل الشتاء. إضافة إلى ارتفاع منسوب النشاط الخدماتي لشخصيات متمولة في المنطقة يتقدمها النائب ميشال الضاهر، بالتزامن مع عودة الحديث عن «العودة إلى العائلات» بعد الغضب الذي حل على القوى الحزبية في المنطقة.