يزداد الأمر «كارثيّة» بالنّسبة إلى الطلاب الذين يسكنون بعيداً من العاصمة. ندى، مثلاً، تسكن في الهرمل وكليتها في بيروت. «منذ سنتين، كان مشوار الجامعة يكلفني 24 ألف ليرة. هذا الشهر، لديّ امتحان بـ 3 مواد. أدفع 70 ألف ليرة أجرة الفان إلى بيروت، و15 ألفاً لأصل إلى كليتي. يعني سأدفعُ 500 ألف ليرة خلال ثلاثة أيّام فقط، فكيف بعام دراسيّ كامل؟».
مشكلة تنقّل أمام التعليم الحضوري ومشكلة كهرباء أمام الـ«أونلاين»
تشعر رحيل بالعبء والاختناق كلما فكّرت بكلفة النقل. تحاول فعل المستحيل لتأمين المال. حاليّاً تعمل في صناعة اللوحات الفنية وبيعها. «في السابق، كان مدخول الطّلاب الذين يعملون بالكاد يكفيهم لدفع تكاليف الدراسة»، أما اليوم، «فما يجنيه الطالب ما عاد يكفي للتنقل ذهاباً وإياباً!» يقول علي.
الحال ليست أفضل بالنسبة إلى الطلاب الذين يختارون العيش في سكن طالبي توفيراً للمال والجهد والوقت، إذ إن كلفة استئجار الشقق المخصّصة لهذه الفئة، ارتفعت هي الأخرى نتيجة الارتفاع الحادّ في الأسعار.
إزاء ذلك، يقف الطلاب أمام خيارين لا ثالث لهما: الحضور أو عدم الحضور. «إلا إذا نُقلت المحاضرات أونلاين لمن لا يقدر على الحضور». وهنا سيقع هؤلاء في مشكلة جديدة - قديمة: انقطاع الكهرباء والاشتراك وغياب الإنترنت، إضافة إلى تكاليف التّنقّل في أيام الامتحانات.
لا أحد من الطلاب يملك تصوّراً واضحاً لما ستؤول إليه الأمور، خصوصاً في ما يتعلق بالاختصاصات الجامعيّة التي تتطلّب حضوراً يوميّاً لفهم المقرّرات وعدم خسارة العلامة الصفيّة والحرمان من إجراء الامتحانات. لكنّ عدداً من هؤلاء بدأ يفكّر بحلول مثل الاستيقاظ باكراً للذهاب إلى الجامعة مشياً على الأقدام «ولو لأكثر من 50 دقيقة»، أو اختيار الكلّيات القريبة من مكان السكن، إذا وُجِدت، بغضّ النظر عن الاختصاص الذي يريده الطالب.