أطاحت أزمة انقطاع المازوت آمال المزارعين البقاعيين في جني أي أرباح من مواسمهم، ليجد هؤلاء أنفسهم أمام خيارات صعبة، تبدأ بالتخلي عن مساحات كبيرة من حقولهم، في محاولة لتقليص خسائرهم، وتصل إلى إتلاف حقول بأكملها بهدف الهروب من التكاليف الإضافية وانهيار الأسعار في السوق لعدم توفر النقل للمحاصيل. مطلع الأسبوع الماضي، أعلم الاتحاد العام للنقابات الزراعية مزارعي البقاعين الأوسط والشمالي أنه «بعد جهد وسعي مع السرايا الحكومية، تم الحصول على 100 ألف ليتر من مادة المازوت من الشركات المستوردة مباشرة وعلى تسعيرة جدول تركيب أسعار المحروقات (3900 ليرة) وسيتمّ توزيع 400 ليتر من المازوت على كل مزارع في المنطقة». ويؤكد عدد كبير من المزارعين أنهم تبلّغوا من مسؤول العلاقات العامة في الاتحاد العام علي شومان، عبر «الواتساب»، بأن الكمية وصلت إلى محطة الهراوي في زحلة، وأن على كل مزارع إحضار بطاقة هويته الاثنين الفائت لتسلّم حصته ودفع قيمتها بحسب تسعيرة الدولة. «لكنه عاد ليل الأحد ــــ الاثنين ليبلغنا بأنه ما حدا يتعذب ويروح لأنه سلّم المازوت لمزارعين، وبعد جدال عن كيفية توزيعها، قال: إذا بدكم مازوت انزلوا ع الطريق وشلّحوا أصحاب الصهاريج كما يجري في كل المناطق»، بحسب ما أكد لـ«الأخبار» ديبو مشيك، مشيراً إلى أن شومان «انسحب من مجموعة المزارعين على واتساب ولم يعد يردّ على هاتفه، بعد ما نيّمنا ع حرير كم يوم قبل أن يوزعه أو يبيعه ع ذوقه». بدوره، سأل مهدي زعيتر عن «هوية المزارعين الذين تسلّموا المازوت وليبرز شومان الإيصالات التي تثبت ذلك، وخصوصا أن أياً من مزارعي غربي بعلبك من تمنين حتى فلاوى وبوداي، مروراً بطاريا وشمسطار وكفردان والسعيدة لم يتسلّم أيّ ليتر مازوت»، مناشداً النيابة العامة «فتح تحقيق لأن هذه سرقة موصوفة». فيما أكّد المزارع علي شومان من بلدة سرعين (ابن شومان) أن «ابن عمي بيطلب مني تجهيز هويتي للاستلام. وحتى اليوم لم أستلم شيئاً مع إني شفت المازوت عم يتوزع على أقرب المقربين منه».شومان أكد لـ«الأخبار» أنه تسلّم فعلاً المازوت من «الشركات المستوردة مباشرة بأمر من القصر الحكومي وبحسب سعر جدول تركيب الأسعار»، موضحاً أن الكمية نقصت 25 ألف ليتر بعدما استولى عليها «ثوار عكار»، وقد «تسلّمنا فعلياً 75 ألف ليتر وُزّع 50 ألفاً منها على المزارعين من البقاع الغربي حتى الهرمل من محطة توتال في زحلة لصاحبها شوقي المعلوف، و25 ألف ليتر سُلّمت لمزارعين في القبيات ــــ عكار من محطة IPT لصاحبها إيلي حاتمي». وأكّد أن هناك «إيصالات بأسماء من وُزّعت عليهم الحصص من مزارعي المنطقة الممتدة من البقاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى الهرمل... أما من يدّعون أن لهم حصصاً وأنهم مزارعون فليصادروا المازوت من أصحاب الصهاريج على الطرقات أو ليتابعوا تحركات الجيش ومصادرته لمخازن المازوت كما فعل أحد كبار المزارعين في رياق»!