يُروّج المقربون من حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، بأنّ الشكوى الجزائية المقامة ضدّه في فرنسا قد حُفظت، محاولين الإيحاء بأنّ الملفّ قد أُقفل، ومُستندين على كون القضية في الأصل هي ادعاء شخصي. خلافاً لهذه المزاعم، قبلت النيابة العامة الفرنسية الشكوى بحقّ سلامة، وقد أحالتها إلى أحد قضاة التحقيق لمتابعة الإجراءات الضرورية.بالتزامن مع المسار القضائي، تستمر الصحافة الفرنسية في تناول قضية سلامة من باب «انفتاح الجبهات القضائية في زوايا أوروبا الأربع، وكأنّ ساعة حساب الممول الكبير دقّت»، بحسب ما كتب الصحافي الفرنسي، المُتخصص في شؤون الشرق الأوسط، كريستيان شينو، ونُشر المقال في صحيفة «لو موند». وصف شينو سلامة بأنه «حارس الأسرار الكبرى والترتيبات المالية للطبقة السياسية اللبنانية. حجر الزاوية في النظام المصرفي الذي قاد لبنان نحو الإفلاس». نقل شينو عن مسؤول في الرئاسة الفرنسية قوله إنّ سلامة «الوحيد الذي يعرف ماذا يجري داخل المصرف المركزي»، مُضيفاً بأنّ «أحداً لا يعرف احتياطات النقد الأجنبي وأصوله ومخزون الذهب لمصرف لبنان، وهو البنك المركزي الوحيد في العالم الذي يُساهم في صالة قمار، أي كازينو لبنان». سلامة، بحسب شينو، «يرأس دولة داخل الدولة. خلافاً لرأي وزارة المالية، رفض أثناء المفاوضات مع صندوق النقد أي تدقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان»، قبل أن يتم تعيين شركة «ألفاريز أند مارسال» للتدقيق، ولكنّ الحاكم أيضاً «لم يُسلمها المستندات المطلوبة».
«لوموند»: يرأس سلامة دولة داخل الدولة... وفقاعته المالية انفجرت


أنشأ سلامة «فقاعة مالية انفجرت، واليوم يجد نفسه في قفص الاتهام. خلال مسيرته المستمرة منذ 30 عاماً، تم البحث بإقالته مرة واحدة. لم يكن ممكناً المسّ بالحاكم، لكنّ الرياح بدأت تتغيّر». يُذكّر شينو بطلب النيابة العامة التمييزية في لبنان طلب المساعدة القانونية من عواصم أوروبية، وبانفضاح القضية من سويسرا حين طلبت في 27 تشرين الثاني 2020 طلب مساعدة قانونية من لبنان.
في الإطار نفسه، أُعلن أمس عن إغلاق مصرف «UBS» السويسري مكتبه في بيروت، وهو المصرف الذي يُشتبه في أن يكون حاكم مصرف لبنان أحد زبائنه. بدأ موقع «إنسايد باراديبلاتز» السويسري مقاله من قضية سلامة والاشتباه بارتكابه جرائم اختلاس وتبييض أموال مع شقيقه… «ويقول مصدر إنّ حاكم المصرف المركزي اللبناني كان زبوناً لدى مصرف UBS. والمدير العام لمجموعة UBS في الشرق الأوسط، علي جانودي يتعرّض حالياً لضغوط كبيرة، ويُحكى عن علاقات بينه وبين الجهات المؤثرة في لبنان». فهل من رابط بين التحقيق ضدّ سلامة في سويسرا وإقفال مكتب بنك «UBS» في بيروت؟ يستبعد الموقع السويسري وجود رابط بين الأمرين، «ومع ذلك، من اللافت تزامن الحدثين».