أمام دخول البلد في الانهيار الشامل والتدهور في دخل اللبنانيين ومعيشتهم وسكنهم وصحتهم وتعليم أبنائهم، يولد، اليوم، التحالف الاجتماعي، رسمياً، بعد نحو 10 أشهر من التحضيرات لاستقطاب الفئات الاجتماعية ذات المصلحة المشتركة في مواجهة نظام المحاصصة السياسي والطائفي. ويستند، كما جاء في «المطوية» المعدّة في هذا الخصوص، إلى «كتلة شعبية واسعة، وبرنامج سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي بديل، وفعل متقدم لقوى التغيير الديموقراطي في انتفاضة 17 تشرين، وتنظيم لصفوفها».ميزة التحالف، كما قال النقابي محمود حيدر، أنه «يوحّد الفئات الاجتماعية المتنوعة الموزعة على القطاعات والمناطق حول قضاياهم السياسية والاجتماعية، ويوفر التضامن بين أبناء هذه القطاعات حول المطالب الخاصة بكل قطاع. وقد سبق للتحالف أن شارك في تحركات ميدانية لمساندة المطالب الاجتماعية لبعض القطاعات، وإن بشكل غير رسمي ومعلن. في التحالف ممثلون عن الطلاب والشباب والمعلمين في القطاع الرسمي والخاص والأساتذة الجامعيين والعمال والمهندسين والأطباء والقطاع النسائي وهيئات نقابية وبلدية وتعاونيات، ويغطي المناطق من بنت جبيل حتى عكار.
إطلاق التحالف اليوم في مسرح المدينة من خلال وثيقة برنامجية هو البداية، بحسب حيدر، لبلورة هيئاته بشكل تمثيلي واستكمال الخطط والبرامج. يبدو أعضاء التحالف «مقتنعون بأننا أمام فرصة تاريخية لتعديل موازين القوى السياسية والشعبية، بما يعزز فرصة التغيير في بنية الاقتصاد وعلى صعيد المنظومة السياسية تسمح بإنتاج سياسات اقتصادية ومالية واجتماعية بديلة، تسهم في إيجاد الحلول للأزمات وإقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية».
ووفق حسان حمدان، تفرض التغيرات المتسارعة على الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي تعديلاً مستمراً على «مشروع التحالف الذي انبثق من القواعد هذه المرة. وقد عقدت عشرات الاجتماعات بين ممثلي القطاعات ولجان المناطق عن بعد وحضورياً، وتشكلت هيكلية أولية تضم الممثلين كهيئة عامة ولجنة متابعة تنفيذية تأسيسية، على أن تنظّم بعد 6 أشهر انتخابات للممثلين الذين ينتخبون بدورهم هيئة تنفيذية جديدة.
حمدان ينفي أن يكون التحالف ممثلاً لأحزاب، وإن كان يلتقي بالشعارات مع المعارضة الوطنية الديموقراطية ضد السلطة السياسية والنظام التحاصصي وتأليف حكومة انتقالية بديلة مهمتها معالجة التداعيات الملحّة للأزمة، ووضع بدائل برنامجية للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، وإرساء أسس للاقتصاد المنتج والمستدام.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا