تحرّرت البلدة عام 1985، لكنّها بقيت خط تماس بين المناطق المحررة و«الشريط الحدودي»
الشقيقان ماضي كانا ملهمين للشبان لمقارعة الاحتلال. خليل أول شهيد في ميدون والبقاع الغربي بوجه الاحتلال الإسرائيلي. أما علي فقد استُشهد لاحقاً في عملية للمقاومة. وفي عام 1986، لحق بهما والدهما محمد ماضي الذي سقط مع عثمان فقيه خلال مواجهة أيضاً. تحررت ميدون عام 1985 من الاحتلال، لكنها بقيت خط تماس بين الجنوب المحتل والبقاع الغربي. عام 1986، استحدث العدو موقعاً قرب ميدون وعزّز موقعَي لوسيا والسريرة. في مزرعة لوسيا التابعة لميدون، جرف بيوتها الخمسة عشر ليحول محيط الموقع إلى أرض محروقة تكشف تحركات المقاومين. مع ذلك، استطاع المقاومون تحرير الموقعين. حتى إنهم غنموا دبابة وساروا بها إلى مشغرة. رد فعل العدو كان قاسياً: هجّر الأهالي. يستذكر محمد ماضي (75 عاماً) كيف تشتت أبناء ميدون بين مشغرة وبيروت وبعض بلدات ساحل الجنوب. لم يكتف العدو بتحويل ميدون إلى خربة مهجورة. واصل الانتقام منها «لأنها كانت بعد تحريرها، منطلق عمليات المقاومة في محور جبل الريحان»، قال مختار لوسيا حاتم قاسم. في 4 أيار من عام 1988، قررت إسرائيل إنهاء الحساب مع ميدون. المقاومون كانوا في الاستقبال. سقط من الفرقة ثمانية جنود من بينهم ضابط، قبل أن يسحب العدو المشاة والمظليين ويركز على القصف بالطيران والمدفعية. إسحاق رابين الذي كان حينها وزير الحرب، أشرف على العملية من موقع تومات نيحا المقابل. أما قائد المظليين آنذاك شاؤول موفاز، فكان يشارك في العملية ومعه مائير داغان الذي أصبح لاحقاً قائداً للموساد.
لعنة ميدون أصابت إسرائيل بمقتل، فوراً: أضاعت رون آراد إلى الأبد. بحسب تقرير إسرائيلي، فإن آراد، الطيار الإسرائيلي الذي كان أسيراً بيد المقاومة، فُقِد أثره نهائياً في معركة ميدون باحتمالين: الأول بأنه «كان مسجوناً في النبي شيت بغرفة بمنزل لدى عائلة استُشهد أحد أفرادها خلال المعركة. وعندما غادرت المنزل لتشييع شهيدها، وعادت لم تجده». أما الاحتمال الثاني، فإن «أحد آسريه أطلق النار عليه وأرداه انتقاماً مما ارتكبته إسرائيل في المعركة».