أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي، أمس، عيد المقاومة والتحرير باحتفال حاشد شهده شارع الحمرا. فالاحتفال الذي يُعدّ الأكبر منذ عقدين من الزمن، بدا إشارة إلى التفاف القوميين حول القيادة الجديدة للحزب، بعد أشهر من الصراعات الداخلية والخلافات. لكن المشهد لم يكتمل إلا بحرب بيانات، تصدّرها حزب القوات اللبنانية الذي دعا إلى حل الحزب القومي.القوات اعتبرت أن ما ردّدته مجموعة من القوميين أثناء مغادرتها لمكان الاحتفال، ومنها عبارة «طار راسك يا بشير، وجاي دورك يا سمير» هو «اعتراف معلن بالقتل، ودعوة صريحة إلى القتل».
ورأت أنه «بدلاً من أن يتعظ هذا الحزب من جريمته وإجرامه، يواصل التباهي بإرهابه الذي يؤكد طبيعته الإجرامية، الأمر الذي يدفعنا الى الطلب من السلطات المعنية إلى سحب الترخيص من الحزب السوري القومي الاجتماعي ووقف الاعتراف بوجوده، انطلاقاً من العديد من العوامل، أهمها عدم اعترافه بلبنان ككيان مستقل، وإجرامه المعلن والصريح والثابت في الصوت والصورة».
أما في ما يتعلق بـ«جاي دورك يا سمير»، فجاء في بيان القوات: «طويلة على رقبتكم ورقبة يلي أكبر منكن ورقبة يلي بشد عا مشدكن بالداخل والخارج، ولقد حاولتم أساساً مرات ومرات أنتم وأسيادكم ومشغليكم وبعض أجهزة المخابرات العربية التي تعملون لديها، وآخرها في 4 نيسان 2012، اغتيال الدكتور سمير جعجع وباءت هذه المحاولة كما كل المحاولات التي سبقتها بالفشل، مع فشل كل محاولات الإلغاء والاعتقال والتغييب والاضطهاد».
كما أكدت القوات أنها ستتقدم بدعوى أمام المراجع المعنية المختصة على المسؤولين عن الاحتفال وكل من تثبت مشاركته «ونبح وشنهق بالمجاهرة بالقتل».
من جهته، ردّ الحزب القومي ببيان قال فيه: «طالعتنا ميليشيا القوات اللبنانية ببيان تنم عباراته السوقية عن أخلاق ومناقب تلك الجهة، التي لطالما اشتهر رئيسها سمير جعجع و(حوكم وصدر عنه عفو عام بتسوية سياسية)، بقتل الأبرياء على الهوية، وتفجير الكنائس واغتيال الشخصيات الوطنية والتعامل مع العدو الإسرائيلي، على خلفية مقطع فيديو صدر فيه هتاف ضد رئيس القوات، من قبل مجموعة من القوميين أثناء مغادرتها احتفال الحزب، إحياءً لذكرى عيد المقاومة والتحرير، وانتصاراً لشعبنا في فلسطين». وأوضح الحزب أن «هذا الهتاف لم يطلق في أي فقرة من فقرات العرض الرسمي، ولم تصوره أو تنشره عمدة الإعلام، الجهة الوحيدة التي تعبّر عن موقف الحزب، بل تم تصويره بهاتف أحد الموجودين أثناء إطلاقه بشكل عفوي في طريق الخروج من الاحتفال».
وجاء في البيان: «يبدو أن «القوات اللبنانية» هالها أن ترى قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي الحقيقية وقدرته على جمع آلاف مؤلفة من كل المناطق والشرائح الاجتماعية والهتاف لأجل فلسطين، من بيروت عاصمة المقاومة والتحرير، بعد أن عبّرت هذه القوات عن موقفها من فلسطين بحرق علمها. ويبدو أيضاً أن رئيس القوات وجد مادة تنقذه من ورطاته، بعد خسارة كل رهاناته السياسية والأمنية على انتصار القوى الإرهابية وانكسار محور المقاومة، أو أي من جهاته أو حلفائه في لبنان والمنطقة، وظهوره بصورة قاطع الطرق، وبعد الهزيمة المدوية التي تلقتها الدولة اليهودية، ملهمة كل القوى الطائفية المقيتة في المنطقة، وتصوير نفسه كضحية، كما حاول في العام 2012، عندما مثّل وأنتج فيلم الوردة المنقذة من الاغتيال».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا