جاءنا من حزب القوات اللبنانية الرد الآتي:طالعتنا صحيفتكم في عددها 4345 بتاريخ 21 أيار بمقالة للسيد فراس الشوفي بعنوان «جعجع... قاطع الطرق»، وتوضيحًا للمغالطات الواردة في هذه المقالة، نؤكد على الآتي:
- أولًا، يقول الشوفي إنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «قطع في الماضي الطريق على السلم الأهلي، واليوم يحاول قطع الطريق على التغيّرات الإقليمية وانعكاساتها في لبنان، كما قطع قبل عام ونصف عام الطريق على اللبنانيين وبالأمس على السوريين».
نذكِّر السيد الشوفي بأنّ الدكتور جعجع دفع وحيداً ثمن سعيه لإنهاء الحرب وقيام دولة حقيقية، والذي قطع الطريق على السلم الأهلي هو العماد ميشال عون برفضه اتفاق الطائف وتسليم مقاليد السلطة، ويبدو إما أن السيد الشوفي لم يعايش تلك المرحلة وغير مطّلع على تفاصيلها، وإما أنّه يُمعن في التضليل عن سابق تصوّر وتصميم.
وأما لجهة قطع رئيس «القوات» الطريق على التغيرات الإقليمية، فنسأل السيد الشوفي عن أي تغيّرات يتحدّث؟
وما الذي تبدّل على أرض الواقع؟
وهل يظنّ أنّ مخيلة محوره الواسعة بالترويج لوصايات جديدة على لبنان مادة قابلة للتصديق؟
- ثانيًا، ما حصل مع المؤيدين للنظام السوري هو كناية عن ردّ فعل عفوي من قبل الناس المسالمين الذين تفاجأوا بمواكب استفزازية تتحدّاهم برفع الأعلام والصور والشعارات والأناشيد والاعتداء على المارة، وبالتالي هو ردّ فعل عفوي رفضًا للاستفزاز ودفاعًا عن النفس.
- ثالثًا، ما عبّر عنه رئيس حزب «القوات» ليس «قرارًا تخريبيًّا» كما كتب الشوفي، لـ«الاعتداء على الأبرياء لمجرّد أنّهم يمارسون حقّهم في التعبير عن موقفهم السياسي»، وهنا مكمن الخطأ بحدّ ذاته، لأنْ لا حقوق سياسية للنازح، إنما إنسانية، وموقف جعجع أتى انسجامًا وتطبيقًا للقانون الدولي الذي ينصّ بوضوح على أنّه في اللحظة التي يعتبر فيها النازح أنّ السلطة التي هرب من بطشها لم تعد تشكل مصدر خطر له، عليه أن يعود فورًا إلى نطاق نفوذ هذه السلطة.
- رابعًا، لم يستند الدكتور جعجع في مواقفه سوى إلى إرادة اللبنانيين، وهذا ما يفسِّر سعيه لانتخابات مبكرة تعيد إنتاج السلطة كلّها، ولكن للبنان الحق كلّه على المجموعة الدولية والعربية، التي يشكل جزءًا لا يتجزأ منها، من أجل أن تسهر على منع إخراجه بالقوة من العباءة الدولية وإبقاء لبنان ساحة مستباحة لأغراض إقليمية.
- خامسًا، كل الكلام عن دعم وعلاقات وارتباطات وتمرير أسلحة وما شابه يندرج في إطار الفبركة والكذب والتضليل، والمضحك المبكي أن يأتي هذا الكلام عن الفريق الذي يصادر قرار الدولة الاستراتيجي، ويمنع احتكارها للسلاح بحجج ساقطة.
- سادسًا، لا يختار الدكتور جعجع ولا يدعم سوى من يدعم مشروع الدولة في لبنان وسيادته واستقلاله واستقراره، فموقف «القوات اللبنانية» الذي يعلي السيادة وقيام الدولة ليس موضع نقاش ولا مساومة مع أي كان في الداخل أو الخارج، فكل من هو مع لبنان الدولة والسيادة هو صديق لـ«القوات»، وكل من هو مع لبنان الدويلة والساحة هو خصم لـ«القوات».
- سابعًا، إن الكلام عن أن «القوات اللبنانية» في موقف متوتر بسبب التطورات الخارجية ليس في محله، بل من هو متوتر هو من فشل مشروعه في العالم العربي ولبنان وأوصل اللبنانيين إلى الفقر والمجاعة ويراهن على الخارج الذي يأتمر أساسًا بأوامر خارجية من أجل أن يبقي لبنان ساحة من ساحاته المأزومة، ويبقي اللبنانيين في الوضع المأسوي الذي أوصلهم إليه، ويبقي الدولة فاشلة ومتخلفة، وبالتالي الطرف المأزوم هو الفريق الذي انكشف على حقيقته بأنه فاشل ويخطف لبنان ويأسر قراره، كذلك هو مَن بدّل في وجه لبنان ودوره ونقله من الازدهار إلى الانهيار.
- ثامنًا، أما لناحية معادلة الربح والخسارة فـ«القوات» تربح إذا ربح لبنان والشعب اللبناني، وتخسر في حال خسر لبنان والشعب اللبناني، فيما غيرها يربح على حساب لبنان واللبنانيين.
- تاسعًا، اعتبر الشوفي أن «القوات» كانت وراء «قطع الطرقات على مدى العامين الأخيرين»، فإذا كانت «القوات» قادرة على تجييش الناس من ساحة إيليا في صيدا، إلى ساحة العبدة في طرابلس، وما بينهما وما بعدهما في سعدنايل وتعلبايا ووسط بيروت والخط الساحلي وطريق الجديدة وسائر المناطق والساحات الأخرى، فذلك يعني أن «القوات» يجب أن تتسلّم إدارة الحكم في لبنان، لأن من يستطيع تحريك اللبنانيين جميعهم وفي المناطق كلها يجب أن يكون في موقع الحكم وإدارة الدولة.
- عاشرًا، نظرًا إلى المغالطات التي لا تعدّ ولا تحصى في مقالة السيد الشوفي والافتراءات والفبركات الواردة فيها، فإن «القوات» ستقوم بالادعاء عليه.