أقدم مجهولون مساء أمس على إلقاء زجاجة مولوتوف على مكتب حزب الكتائب - إقليم طرابلس في شارع مار مارون بالمدينة، ما أدّى إلى اندلاع النّار فيه، من دون سقوط إصابات.وفيما لم تعرف الأسباب الفعلية لما جرى، فإنّ مصادر أمنية رجّحت لـ«الأخبار» أن يكون الأمر متعلقاً بإقدام مناصرين لحزبَي الكتائب والقوات اللبنانية على الاعتداء على مواطنين طرابلسيين وفلسطينيين في منطقة جونية كانوا متوجهين للمشاركة في نشاط بالعاصمة بيروت دعماً للقدس وفلسطين، واعتدائهم كذلك على مواطنين سوريين كانوا في طريقهم إلى سفارة بلادهم في بيروت للمشاركة بالاقتراع في الانتخابات الرئاسية السورية التي جرت أمس للمقيمين خارج سوريا.
إبّان الحرب الأهلية (1975 - 1990) خضع مقرّ الكتائب في طرابلس لسيطرة حركة الناصريين المستقلين - المرابطون، التي اتخذته مقرّاً لها، قبل أن تخليه إثر انتهاء الحرب لتسلّمه إلى مكتب استخبارات الجيش اللبناني الذي استقر فيه قبل انتقاله إلى مقرّه الجديد في مرفأ طرابلس. وبذلك، عاد المقرّ إلى حضن حزب الكتائب الذي رفع لافتة عند مدخله بعد أكثر من 4 عقود على إزالتها. وترافق الاعتداء على مقرّ الكتائب في طرابلس أمس مع انتشار كثيف ودوريات للجيش اللبناني في المدينة، خشية حصول مضاعفات أمنية في وقت لاحق، وخصوصاً بعدما أقدم محتجّون مساءً على قطع المسارب المؤدية إلى ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) بالإطارات المشتعلة والسيّارات، رفضاً لما سمّوه «المظاهر المستفزة» التي رافقت مسيرات السوريين المتجهين للاقتراع في سفارة بلادهم، مطالبين بطرد المشاركين منهم في تلك الانتخابات.
وتزامن ذلك أيضاً مع قيام شبّان في محلة جبل محسن بطرابلس بقطع طريق سكة الشمال المؤدية إلى منطقتهم، وإقدامهم بعد ذلك على إحراق شعارات حزب القوات اللبنانية، احتجاجاً منهم على ما تعرّض له ناخبون سوريون يقيمون في المنطقة من اعتداء على أيدي مناصرين للقوات في كسروان. وزاد من أجواء التوتر في عاصمة الشمال إقدام شبان في باب التبانة على إحراق العلم السوري، ما دفع الجيش اللبناني إلى التدخّل وإغلاق الطرقات التي تربط بين «التبانة» و«الجبل»، خشية تطوّر الأجواء نحو الأسوأ.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا