بعد أقل من شهر على زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا لمحافظة عكار، أنهت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، أمس، جولة استمرت يومين تفقدت خلالها مشاريع إنمائية وطبية وزراعية موّلتها السفارة الفرنسية، وجالت على مدارس تعتمد اللغة الفرنسية في مناهجها، فزارت «مدرسة عبد الله الراسي» في حلبا و«ثانوية القديس يوسف للراهبات الباسيليات الشويريات» في منيارة، وشدّدت على متابعة أوضاع المدارس وتقديم الدعم لها بتوجيهات واضحة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. غريو التقت محافظ عكار عماد لبكي في سرايا حلبا وتفقدت «مركز النجاة الطبي» في بلدة وادي الجاموس، وزارت سهل عكار في منطقة العمارة للاطلاع على مشاريع التنمية الزراعية الممولة من الإغاثة الأولية الدولية لتنمية ودعم المزراعين.ورغم أن عكار اعتادت جولات الدبلوماسيين، وتحديداً منذ عام 2011 مع بداية الأزمة في سوريا، إلا أن الجولات الأخيرة المتكررة للدبلوماسيين الغربيين ومسؤولي الأمم المتحدة ومحاولاتهم رصد الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية وقضايا النازحين تثير تساؤلات، وخصوصاً مع رفع مستوى التمثيل السياسي للوفود وتوسيع مروحة اللقاءات.
مصادر مطّلعة لفتت الى أن «ظاهر هذه الزيارات إغاثي، وباطنها سياسي يهدف الى الاطّلاع على أوضاع الأسر اللبنانية وطبيعة المجتمعات التي تستقبل النازحين والجمعيات التي تتابع شؤونهم في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها لبنان والخوف من الانفجار الاجتماعي الذي تحذّر منه السفارات الأجنبية، وهو ما يتجلّى في نوعية الأسئلة التي تطرح. ففي السابق، كانت الأسئلة تتركّز حول دور الأجهزة الأمنية وما إذا كانت تضغط على النازحين، وحول وجود مخاوف أمنية من النازحين في بعض المناطق، وطبيعة الخلافات التي تنشب بينهم وبين اللبنانيين، وحول الأحزاب السياسية الموجودة في المنطقة، باتت تتركز اليوم حول سبل تأمين لقمة العيش وكيفية تدبّر اللبنانيين لشؤونهم في ظل الأزمة، وهل من تغيير في المزاج السياسي العام، وما مدى الاستياء من وجود النازحين».
وتشدد المصادر على أن «هناك أسئلة عدة بحاجة إلى أجوبة حول الهدف الفعلي لهذه الحركة، وما إذا كان مرتبطاً بالوجود الروسي في سوريا على بعد كيلومترات قليلة من محافظة عكار، وعن الثروة النفطية المرجّح وجودها في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وفي المنطقة الحدودية المشتركة مع سوريا».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا