في ذروة الاحتقان بين بعض بلديّات الجنوب تجاه قوات اليونيفيل، سجّلت في يومين متتاليين مواجهتان بين الطرفين للسبب المكرّر ذاته: الدخول إلى مناطق خاصة. فقد علمت «الأخبار» بأن آلية تابعة للقوة الفرنسية دخلت إلى منطقة زراعية شرق بلدة معركة (قضاء صور)، أي خارج نظاق عملها المحدد في القطاع الأوسط. عدد من السكان تتبّعوا الآلية العسكرية وفوجئوا بها وقد علقت في التراب الموحل. وبرغم أنهم انبروا لمساعدة الجنود على رفع الآلية، إلا أنهم وجّهوا إليهم لوماً على وصولهم إلى هناك، وخصوصاً أن لمعركة والفرنسيين ذكريات لعلاقة سيئة عقب تعزيز اليونيفيل بعد عدوان تموز وتمركزهم في القطاع الغربي، قبل أن يتموضعوا في برج قلاويه والطيري (قضاء بنت جبيل). لكن الجنود، بعد إنقاذهم من الوحل، ادّعوا بأنهم تعرّضوا للسرقة وفقدوا ثلاثة أجهزة تتبّع ورصد واستنجدوا باستخبارات الجيش لملاحقة السارقين واسترجاع المسروقات!وبعد أقل من 24 ساعة على حادثة معركة، رصدت أمس آليّة تابعة للوحدة الكمبودية في منطقة أبو الأسود خارج منطقة جنوبي الليطاني. وبعد مراجعتهم من قبل بعض أهالي المنطقة، قالوا بأن سيارتهم قد تعطّلت، علماً بأن الكمبوديين يشاركون في اليونيفيل كوحدة هندسة ونزع ألغام ومقرهم في سهل بلاط (قضاء مرجعيون). وهؤلاء أيضاً ادّعوا بأنهم تعرّضوا لسرقة أسلحة وأجهزة. فهل يتعمّد حفَظة السلام استفزاز الجنوبيين وجرّهم إلى مواجهة؟
الحادثتان أعقبتا أجواء الرفض الجنوبية لمشروع اليونيفيل بتركيب كاميرات مراقبة حديثة في أنحاء عدة من منطقة عملهم، من دون أن ينسّقوا مع البلديات والفاعليات المحلية. وكل هذا يحصل في ظل حياد مستغرب من الجيش. مع ذلك، لم تتوان الناقورة عن إصدار بيان عقب الاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة، أول من أمس الأربعاء، عن الإشادة بـ«آلية الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها وأهميتها في تقليل التوتر على طول الخط الأزرق وحلّ القضايا الخلافية من خلال المشاركة البنّاءة لتجنّب إمكانية التوتّرات والتصعيد».




اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا