«من موقعنا كحزبٍ مقاوم، حزب المقاومة الوطنية اللبنانية - جمّول، نقول إنّ آخر من يحقّ لهم الكلام وإلقاء مسؤولية الانهيار على سلاح المقاومة، هم الذين يُريدون أخذنا إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، وفرض الشروط الأميركية، وهو ما علينا مواجهته في إطار مقاومتنا الوطنية الشاملة ضدّ كلّ أطراف هذه المنظومة الحاكمة المُتمسكة ببقاء هذا النظام الطائفي وحمايته». هذا الموقف أعلنه الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، حنّا غريب، في ختام التظاهرة التي دعا إليها حزبه، وانطلقت أمس من أمام المصرف المركزي نحو وزارة الاقتصاد مروراً بمجلس النواب وصولاً إلى السراي الحكومي. تحرّك الشيوعيين أتى تحت عنوان «إلى الشارع لبناء الائتلاف الوطني المعارض الذي يتيح تعديل موازين القوى في لبنان. إلى الشارع لبناء نظام سياسي بديل يرسي بناء الدولة العلمانية الديمقراطية. إلى الشارع لمواجهة المنظومة وإنتاج سلطة بديلة لإدارة المرحلة الانتقالية». وقد وجّه غريب تحية إلى الذين شاركوا، «ولم تُخيّبوا آمال شعبكم في تصميمه على الاستمرار في تصعيد المواجهة على طريقِ التحرر الاجتماعي والوطني، وهي طريق «جمّول» التي جمعت نضالها التحرّري ضد الاحتلال الصهيوني مع نضالها من أجل التغيير والتحرر من تبعية النظام السياسي الطائفي». وقد أرادها الحزب الشيوعي أن تكون «الموجة الثانية من الانتفاضة كي تُصبح أكثر وضوحاً وجذرية، وكي تتحصّن فعلاً ببرنامج وقيادة وهوية واضحة». وتوجّه غريب إلى المُشاركين بأنّهم جاءوا «شاهرين مشروعكم بمواجهة مشاريع المنظومة الحاكمة... جئتم لتُعلنوا مواجهتكم لصيغ التقسيم والفدرلة كافّة... لقد كشفت المنظومة الحاكمة لبنان وشعبه أمام العالم، وأمام العدوّ الصهيونيّ المتربص بلبنان. ارتكاباتُها هي عدوانٌ على كرامة اللبنانيين التي عجز العدو الصهيوني عن النيل منها». فبالنسبة إلى غريب، اعتداءات السلطة اللبنانية على الكرامات «أسوأ من الحرب الأهلية وأصعب في القمع والاعتقال والقتل وعدم توفير اللقاح المجاني، وفي إجراءات الموازنة، والرفع العشوائي للدعم، والارتفاع الكبير للأسعار، وخراب التعليمِ الرسمي والجامعة الوطنية». انطلاقاً من كلّ ذلك، «نقول لهم فشلتم ارحلوا، فلا مفرّ من قيام مشروع سياسي بديل يُعلن صراحة جاهزيته لإدارة المرحلة الانتقالية»، داعياً إلى توقف المراهنات «على تسويات خارجية لا تزال مفقودة ويدفع ثمن انتظارها اللبنانيون من حياتهم اليومية».
فلتكن الموجة الثانية من الانتفاضة كي تتحصّن ببرنامج وقيادة وهوية واضحة


وكما دائماً، لم تغب قضية المناضل جورج ابراهيم عبد الله عن التحركات التي يُنظّمها الحزب الشيوعي. هذه الضغوط لإنهاء ملفّ الأسير في السجون الفرنسية «أسفرت عن خطوة مهمة قامت بها وزيرة العدل من أجل تسريع إطلاقِ سراحِ عبد الله، مؤكدين على مواكبتنا ورفع صوتنا انتصاراً لهذه القضية التي نعتبرُها قضية وطنية بامتياز».
وفي الختام، أعلن غريب «إطلاق التحركات وتوسيعها مع كلّ قوى التغيير الديمقراطي، وبشكل تدريجيّ متصاعد، لتتوَّج في عيد العمال في 1 أيار، ليكون يوماً وطنياً للإنقاذ الحقيقي للبنان، وصولاً إلى قيام البديل السياسي الممهّد للدولة العلمانية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا